كما أنّ الملائكة لا تفتر عن التسبيح بحمد الله وتقديسه آناء الليل وأطراف النهار، هناك حسابات تواصل اجتماعي ومواقع وقنوات كثيرة -بين قوسين (مُغْرِضَة)- لا تفتر عن ترديد الكلام عن تخلّي المملكة عن القضية الفلسطينية العادلة، وعن المسجد الأقصى المُبارك، الذي يكفيه شرفاً أنّه مذكور في القرآن الكريم، وهو ثالث الحرمين الشريفين في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة.
ومن يسمع كلام الحسابات والمواقع والقنوات، يشعر أنّ التطبيع السعودى مع إسرائيل سيكون بعد سويعات، أو في الغد، إن لم يكن قد حصل في الأصل، لكنّ وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ألقمها حجراً كبيراً يغصّ في حلوقها، خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبيرج في دافوس السويسرية، فصرّح: (أنّ الاتّفاق على إقامة دولة فلسطينية، سيكون شرطًا مُسبقاً للمملكة، لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل)، ولاحظوا كلمة (مُسبقاً)، أي أنّ الدولة الفلسطينية المستقلّة يجب أن تسبق التطبيع، يعني ما في دولة فلسطينية.. ما في تطبيع، ولتفهمها الحسابات والمواقع والقنوات، إن كان لديها عقلاً تفهم وتفقه به.
كما قال الوزير: (إنّ المملكة تعتقد أن التطبيع مع إسرائيل هو شيء يصبّ في مصلحة المنطقة إلى حدٍّ كبير، ومع ذلك، فإنّ التطبيع الحقيقي والاستقرار الحقيقي لن يتحقّقا إلا من خلال إعطاء الأمل للفلسطينيين ومنحهم الكرامة، وهذه هي الأولوية).. انتهى التصريح.
وموقف المملكة من القضية الفلسطينية، في عهود كلّ ملوكها؛ هو موقف مُشرِّف وداعم ومُؤيِّد، وإن وُجِدَ من باع القضية الفلسطينية، فمنهم فلسطينيون، ومنهم عرب، ومنهم مَن يدّعي الإسلام من غير العرب، مثل إيران التي تاجرت بالقضية، كمتاجرة التُجّار اليهود في الربا والميسر، وصرّحت بكلام هي ليست بمقدار أنملة من قيمته، حتّى أنّه صار نُكتة تُقال في المجالس، مثل كلام قائد الحرس الثوري الإيراني بأنّه فقط ينتظر إشارة من خامنئي لإزالة إسرائيل من الوجود، وما زالت إسرائيل موجودة، وهو أخذ الإشارة لكن في العراق وسوريا ولبنان واليمن وعاث فيها الفساد، الدول المحترمة أفعال، وليست كلام ليل يمحوه النهار.