حسب خبر صحيفة (Daily mail) البريطانية أو (البريد اليومي) الذي أوردته صحيفة (المرصد) السعودية، فإنّ رونالدو يُخطّط لمرحلة تقاعده من عالم كرة القدم ببناء منزل التقاعد في منطقة كوينتا دي مارينيا الفاخرة في البرتغال، بقيمة ١٧ مليون جنيه إسترليني (٧٩ مليون ريال سعودي)، لكنّ مشكلته الوحيدة هي عدم عثوره حتّى الآن على طبّاخ يُجيد طبْخ المأكولات البرتغالية البحرية والسوشي الياباني اللذيذ، رغم أنّه خصّص راتباً قدره ٤٥٠٠ جنيه إسترليني أي (٢١ ألف ريال سعودي) لوظيفة الطبّاخ.
والخبر يُؤكّد حُسْن تخطيط رونالدو لحياته بعد التقاعد مثلما هو صاحب حُسْن أداء في ملاعب كرة القدم، ولو أجريْنا مقارنة مُختصرة بين تخطيطه للتقاعد وبين تخطيط المتقاعدين الآخرين قُبيْل تقاعدهم من الوظيفة، لاكتشفنا فرقاً شاسعاً بينهم ويصبّ بالطبع لصالح الدون رونالدو.
فالمتقاعدون يُخطّطون قبل التقاعد بضرب قيمة آخر راتب وظيفي لهم في عدد سنوات خدمتهم، لمعرفة راتبهم التقاعدي، وحتماً سيكون الراتب التقاعدي أقلّ من الراتب الوظيفي، لا سيّما إن كانت البدلات تُشكّل معظم قيمة هذا الأخير، وحتماً أيضاً سيكون راتبًا محدودًا للغاية، قد لا يكفي حاجاتهم الأساسية مثل الصحّة والغذاء وفواتير الخدمات والنقل وغيرها، فضلاً عن حاجاتهم الكمالية.
وربّما لا يكونون قد امتلكوا منزل التقاعد الذي سيؤويهم وأهليهم، أو ما زالوا يُسدّدون للبنوك قروض شراء منزلهم الذي يقع في إحدى ضواحي المدينة البعيدة التي يعيشون فيها ولا تشملها كلّ الخدمات الأساسية، وقد تستمرّ القروض للحظة وفاتهم أو حتّى بعد ذلك ليُسدّدها ورثتهم المكلومين.
وهكذا، لا يستطيع المتقاعدون توفير ولو راتب (٥٠٠ ريال) لطبّاخ يطبخ لهم كبسة بالدجاج الذي ارتفع سعره وليس باللحم الأكثر ارتفاعاً في السعر، أو جريش، أو ملوخية، أو حتّى شكشوكة بالبيض مع الطماطم والبصل، ويعتمدون على أنفسهم في الطبخ أو على زوجاتهم إن كان بقي لدى الزوجات رمق من نَفَسِ الطبيخ.
وهكذا سجّل رونالدو هدفاً جميلاً في مرمى المتقاعدين، لا يُصدُّ ولا يُردّ، فمتى يُسجّل المتقاعدون أهدافاً لصالحهم؟ ولو بالتسلّل؟ ولو باحتساب ضربة جزاء لهم بالخطأ؟ ولو بالكرم الحاتمي من الجهات المعنية بالتقاعد لتحسين أوضاع معيشتهم، ليس بالطبع مثل رفاهية تقاعد رونالدو، بل بما يكافئهم مقابل خدماتهم الطويلة والمخلصة للوطن.