Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

الخصوبة والشباب!!

A A
المرأة السعودية تُمثِّل نصف المجتمع بنسبة 49%، وتعد عنصراً مهماً من عناصر قوة المملكة ورؤيتها المستقبلية، والإسهام في تنمية المجتمع والاقتصاد، والدولة حرصت على تعزيز مكانة المرأة وحصولها على مزيد من الحقوق عن طريق تحقيق المساواة بين الجنسين، والتمكين على الصعيد الوطني والدولي، الأمر الذي أتاح للمرأة أداء دور مهم في التنمية بشكل غير مسبوق، ولأننا نتطلع ونطمح دائماً إلى مستقبل مشرق لهذا الوطن الكبير، كان لابد أن ننظر إلى الاحتياج الفعلي لعنصر الشباب القادر على تطويع المستقبل، وتحقيق النقلات اللازمة، وهذا يجعلنا نقف على معدلات الخصوبة لدى نسائنا بالمملكة، وملاحظة أن معدل الخصوبة للنساء بالمملكة في تناقص، حيث وصل في عام 2020م إلى 2.2، مقارنة بـ7.3 في عام 1970م، في حين أن الحد الأدنى للمؤشر العالمي هو 2.1، ونحن في المرتبة الثالثة في دول العشرين في أقل انخفاض لمعدل الخصوبة، والخامس على مستوى معدل التراجع السنوي 1.9% حسب إحصائيات البنك الدولي.

وعن طريقة احتساب معدل الخصوبة الكلي، هو متوسط عدد الأطفال المتوقع أن تنجبهم المرأة بنهاية عمرها الإنجابي، إذا عاشت حتى عمر الـ 50 سنة، واتبعت نفس معدلات الخصـوبة العمرية الحالية، علماً بأن معدلات الخصوبة تقل تلقائياً للسيدات من بعد بلوغ الثلاثين، وعن طريقة حساب معدلات الخصوبة هو عدد الولادات على عدد الإناث مضروباً في 1000، وأهمية معدل الخصوبة العام في التأثير المباشر في النمو السكاني، حيث تعد الخصوبة أحد ضوابط التغيير السكاني، كما أنها إحدى العمليات الديموغرافية المرتبطة بديناميكية التطور الحجمي للسكان؛ وتأثيره على الإستراتيجيات العامة للتنمية الاقتصادية بالدولة وخططها المستقبلية.

ولعل من أبرز تلك العوامل التي باتت تُؤثِّر على معدلات الخصوبة لدى النساء بالمملكة، أولاً الثبات النسبي لمعدلات الزواج، والارتفاع في معدلات الطلاق بمتوسط سنوي 6.8%، وكذلك انخفاض أعداد المواليد بمعدل تراجع سنوي بنسبة 0.7%، وقد يكون عمل المرأة جزءاً من أسباب انخفاض المعدلات، والسكن المستقل للزوجين، واختلاف ثقافة المعيشة، ورغبة الزوجين في تنظيم النسل، مقرين أن كثرة الإنجاب ليس هو الهدف بقدر ما هو إنجاب طفلين أو أكثر، وتربيتهما تربية ذات جودة عالية، تُقدِّم للمجتمع أفراداً قادرين على المشاركة الفاعلة في التنمية، وهذا هو الهدف الأساسي لبناء الأطفال، وقد يكون اختلاف نظرة المرأة لنفسها من الاقتصار على كونها ربـة أسرة فـي الماضي إلـى كونهــا إنسانة مستقلة لها اهتمامات وطموحات وأحلام خاصة بها ترغب في تحقيقها.

وهنا بعض المقترحات لمعالجة انخفاض معدلات الخصوبة منها: الترغيب والتوعية المستمرة للشباب بالإقبال على الزواج، وتحديد سقف أعلى للمهور يكون في متناول اليد.. دور الجمعيات المختصة في دعم التأثيث وملحقاته للزوجين.. تقديم حوافز مالية للأسرة لرعاية الأطفال منذ الولادة وحتى سن محددة. (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) سورة الإسراء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store