هناك حوار كوميدي وعبقري دار بفيلم "الواد محروس بتاع الوزير" بين الفنان كمال الشناوي الذي يلعب دور الوزير والفنان الكبير عادل إمام (بلدياته) الذي يلعب دور سائق لديه وإليكم نصه:
* أخبار البلد إيه ياواد يا محروس؟!
- الولا زناتي، زناتي الجعفري الواد المعفن الجربان ده، بنى بيت بالطوب الأحمر وحط طبق فوق السطوح، طبق من اللي بيجيب المسخرة وقلة الأدب ده، روحت له وتعاركت معاه..
* اتعاركت معاه ليه؟!
- قولتله عيب ياوله، ياوله عيب دي بلد طاهرة ما تنجسهاش بالكلام الفارغ ده، قعدت أناهد فيه ويناهد فيه يجي تلات ساعات!!
* تلات ساعات؟!
- أيوه ماهو لحد ما خلص الفيلم ياباشا!!
هذا الحوار الواقعي يلخص حالنا اليوم مع غالبية المنتقدين بمجالسنا للمسخرة وقلة الأدب الحاصلة ببثوث (التيك توك) قبل أن يتحول الواحد منهم آخر الليل، حين يخلد لفراشه، لأكبر متابع وداعم لبثوث من ينتقدهم، لدرجة أنه يفضل يتعارك معهم ويناهد فيهم ويناهدوا فيه، عيب ياوله، لحد ما ينتهي البث صباحاً!!
هذه المفارقة العجيبة والمضحكة تحدث كثيراً بالمناسبات الاجتماعية، حين ينتقد أحد المدعوين أمام المعازيم، تلك المشهورة لظهورها ببثوث التيك توك بزي غير لائق ومخالف للعادات والتقاليد، إلى هنا والأمور تسير على ما يرام، لكنه؛ حين يسهب بالحديث، تجده ملم وحافظ كافة تفاصيل تلك المشهورة؛ اسمها، لقبها، عنوانها، مواعيد بثها، عطرها، سفرياتها، والأكاونت والنك نيم الخاص بها، فضلاً عن صورها ومقاطعها التي يحتفظ بها باستديو جواله "المؤمن برقم سري"!!
وأكثر شيء يضحكك في الحوار الحاصل هو إنصات من حوله وهيامهم بتفاصيلها، وتكرارهم بعفوية وتلقائية شديدة، لأسئلة لا يخفى على كل لبيب المغزى من ورائها؛ تقول هي من فين؟! وش لقبها؟! الله يغطها، بالله عليك هذه صورتها، اعطني، اعطني حسابها أوريك فيها!!
هذا المتابع الجديد سيتحفك بسوالفه الشيقة بأقرب عزومة حين ينتقد بالعلن ظهور البنات المخالف ببثوث التيك توك فيما يدعمهن في السر باللايك والرتويت! وكل ما عليك فعله سؤاله بكل عفوية؛ (أخبار التيك توك إيه يا واد يامحروس)؟!