لم يعترض خليجي عربي واحد، على تنظيم العراق للنسخة المنصرمة من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في مدينة البصرة رغم ظروفه الأمنية المضطربة.
والعكس هو الصحيح، إذ دعمه الخليجيون كي يستضيف المناسبات الرياضية بعد 43 سنة من منعه دولياً، كما غضّوا الطرف عن الفوضى الجماهيرية التي حصلت في البطولة، وفرحوا بظفره بكأسها، وكأنّ منتخبات بلادهم هي الظافرة، في إشارة عفوية بترحيبهم بعودة العراق للصف الخليجي والعربي.
وخلال البطولة هزم المنتخب العراقي (الأول) منتخبنا (الأوليمبي) في ملعب البصرة الذي كان أشبه بمستنقع أمازوني جرّاء الأمطار الغزيرة وعدم تصريفها منه، ومع هذا لم تعترض إدارة منتخبنا، وقبلت بالنتيجة لأجل عيون العراق، رغم أنّه كان بالإمكان رفض اللعب وطلب تأجيل المباراة حتّى يجفّ الملعب.
وخلال البطولة أيضاً كان الدكتور عبدالله الربيعة، وزير الصحة السعودي الأسبق -مع نخبة من الأطبّاء السعوديين- يقضي أكثر من 11 ساعة لفصل توأم سيامي عراقي في عملية جراحية كُبْرى ليس بإمكان أيّ دولة القيام بها، ونجح بفضل الله دون مِنّة من المملكة بل هو واجب خليجي وعربي إنساني ونبيل.
وبعد انتهاء البطولة بأيام معدودات كافأ محافظ البصرة -الذي يُمثّل الحكومة العراقية- الخليجيين على مواقفهم المُشرِّفة تجاه بلده، ليس ببعث وفد لكلّ دولة خليجية شاكراً لها، أو بزيارة التوأم العراقي الذي ما زال تحت العناية الطبية الفائقة في الرياض، مع شكر الفريق الطبّي الرائد، بل باصطحاب المنتخب العراقي مع كأس البطولة لزيارة قبر الإرهابي المزدوج الجنسية (عراقي وإيراني) أبو مهدي المهندس الذي كان الساعد الأيمن للإرهابي الإيراني الغابر قاسم سليماني في عمليات الحرس الثوري الإيراني الطائفية ضدّ العراق وسوريا ولبنان واليمن، وقتلا الآلاف من العرب السُنّة، وهدّد بتدمير المملكة، فما أعجب موقف هذا المحافظ الذي ألقى بكأس الخليج العربي في أحضان إيران، وهكذا أصبح بعض الساسة العراقيين مثل القطّ الذي يحبّ خنّاقه، يعني إيران تخنق العراق وهم يحبّونها، بينما العرب يحبّون العراق وهم يطعنون العرب من الخلف.
أعتقد أنّ العراق -حكومياً- ما زال تحت طائلة النفوذ الإيراني، عكس موقف الشعب العراقي، وأتمنّى من الخليجيين والعرب وضع النقاط على الحروف في علاقتهم مع الحكومات العراقية، فإمّا علاقة أخوّة عربية بيضاء وكاملة السيادة ليس لإيران تأثير عليها، وإمّا علاقة رمادية جالبة للتوترات ولو باسم الرياضة.