حمى ارتفاع الأسعار: هي أعراض مادية تصيب الكثير من الناس خاصة العاطلين والمتقاعدين والموظفين البسطاء، وهى عبارة عن ارتفاع شديد في درجة أسعار السلع والخدمات الرئيسية، حيث يشعر معها المستهلك بالعديد من الأعراض الجانبية، مثل: ضيقة الصدر، الشعور بالإحباط والإعياء، الإحساس بالتطفيرة، التذمر الشديد، جفاف الجيب والمحفظة، وقد يصاحب ذلك: طفح بعض الفواتير والمستلزمات الضرورية، والتهاب بالراتب، وعدم القدرة على تناول أدنى قوائم المطاعم والكافيهات الرائجة!!
آخر السلع والخدمات التي بسببها اجتاحت الناس (حمى ارتفاع الأسعار) كانت (تأمين المركبات) حيث ارتفعت أسعارها للضعف تقريباً، بحجة كثرة الحوادث المرورية والمطالبات التأمينية، مما الحق بشركات التأمين -على حد زعمها- خسائر باهظة جراء المطالبات المتكبدة والمدفوعة بالإضافة للمطالبات التي لا تزال قيد الإجراء والتسوية.
تأتي هذه المبررات الواهية بعين قوية، ونحن نرى ونسمع بالمقابل: أن نظام (ساهر) كان له بالغ الأثر بتحسين سلوك معظم قائدي السيارات مما أسهم بشكل كبير وواضح في خفض الحوادث المرورية وإنقاذ الأرواح البريئة ورفع مستوى السلامة العامة!!
مشكلة (حمى ارتفاع الأسعار) أنها غالباً ما تصيب الناس بشكل مفاجىء ودون أسباب واضحة، وغالباً ما يحاول التجار الجشعون إرجاعها لآثار جانبية، ناتجة عن مقاومتهم للتضخم والتكلفة العالية، أو ارتفاع نسبة المواد الأساسية، وكلها مبررات واهية غايتها الرئيسية تحقيق أرباح خيالية!!
لذلك اقترح صرف (بنادول أكسترا) ليخفض حرارة (حمى ارتفاع الأسعار) من شركات التأمين، إما بجعل التأمين على المركبات اختياريا وغير إلزامي أو بجعله برسوم رمزية لا تتجاوز الـ500 ريال، طالما أن ساهر يؤدي الواجب بتسجيله المخالفات على السائقين مما حد كثيراً من الحوادث المرورية، أو الغاء (ساهر) وخلي السائقين يلحقوا أشغالهم ويقضوا مشاويرهم بمواعيدها دون تأخير طالما أن نسب الحوادث لا تزال عالية وقيمة التأمين عن الغير مضاعفة وغير قابلة للمناقشة!!
وإذا كان لا هذا الاقتراح ولا ذاك ممكناً؛ فيتم الإبقاء على (التأمين) و(ساهر) معاً، على أن يعقدا اجتماعًا طارئًا ويصدرا بيانًا ختاميًا يؤكدان فيه بجلاء: أن أهدافهما الرئيسية من اليوم ورايح لن تكون (جباية) الأموال بل حماية الأرواح والمركبات بأدنى حد من الأرباح!!
وحتى يتم النظر بمطالبتي المشروعة، والتي أشك بمناقشتها فضلاً عن اعتمادها، فإنني انصح العاطلين والمتقاعدين والموظفين البسطاء، لتخفيف حرارة (حمى ارتفاع الأسعار)، الإلتزام التام بالراحة والاسترخاء، وتناول كمية كبيرة من السوائل، وعمل كمادات باردة على (جبين الراتب)، مع الاكتفاء بتناول الأعشاب والنواشف ومرقة الخضار، وتجنب المطاعم والكافيهات الراقية، ونسيان مقومات الحياة الهانئة!!