قمة الوفاء تقدمها المملكة للشعوب العربية والإسلامية وللعالم أجمع في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، والوقوف مع المتضررين والمحتاجين بمختلف الأزمات والكوارث، وكان للتوجيه الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بتسيير جسر جوي وتقديم المساعدات الطبية والإغاثية واللوجستية لمساعدة ضحايا الزلازل من شعوب تركيا وسوريا وتنظيم حملة شعبية عبر منصة (ساهم)؛ كان له الدور العظيم في تبوؤ المملكة المكانة العالمية في حجم المساعدات والأعمال الإنسانية، والتخفيف من معاناة الشعوب المتضررة.
وحسب البيانات التي نشرتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في ديسمبر 2022م، التي تشير إلى تصدُّر المملكة في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية إلى الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث بلغت 26,71 مليار ريال سعودي، وتُشكِّل هذه المساعدات نسبة 1,05% من إجمالي الدخل القومي للمملكة، وبذلك تكون قد تجاوزت الهدف الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أن تخصص الدول المانحة نسبة 0,7% من دخلها القومي الإجمالي للمساعدات الإنمائية، فتعتبر المملكة من الدول الرائدة في المجتمع الدولي في تقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية، فمنذ التأسيس لم تتوقف المملكة عن تقديم الإعانات والمساعدات الإنسانية والخيرية لمختلف الدول النامية، وذلك عن طريق المبادرات والبرامج المتنوعة الهادفة إلى دعم التنمية المستدامة، والتعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها؛ لتحقيق الأهداف التنموية والإغاثية والإنسانية.
وكان لمبادرة إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في عام 2015م دور كبير جداً في الإغاثة الإنسانية في العالم أجمع، وإبراز هوية المملكة الإنسانية والتنموية، كما ساهم في تسجيل مساعدات المملكة لشعوب العالم عبر المنصات الدولية وفق المعايير المعتمدة دولياً، والمبني على إستراتيجيات واضحة وثابتة، وهذا ما تطمح له الرؤية المستقبلية للمملكة 2030 بالوصول إلى المراكز المتقدمة عالمياً في حجم المعونات الإغاثية والإنسانية والتنموية المقدمة للدول المحتاجة.