قبل أيام خرجت من العمل والدنيا بابٌ مُغلق..
روحي تكاد تختنق، وصدري ممتلىء بالكدر..
وكأن هموم الدنيا كُلها استوطنت قلبي في ذاك اليوم..
لدي صديق يعمل مُسعف في طريق سفر، قابلته وأنا في عز الضيق والهم..
سألني «فيك شي» قلت «ضايق»!
قال يا أحمد..
لي أسبوع لا أعرف طعم النوم.. أسعفت أُسرة مات الأب بمكان الحادث، والأم أثناء نقلها للمُستشفى، وكانت مهمتي انقاذ طفل بعمر الـ٤ أشهر، كانت أنفاس الطفل تتقطّع، والنبض يتوقف وأنا أحاول جاهداً عمل الانعاش له..
كان لهذا الطفل أخ بعمر 8 سنوات.. كنت أضغط على صدر الطفل الرضيع وأخوه يشد يدي «تكفى لا يموت أخوي» كان يبكي متوسلاً أن لا يموت أخاه، يا أحمد مات الرضيع وللآن صدى «نخوة» هذا الطفل لي تفطر قلبي..
وأكمل حديثه..
يا أحمد لا أعرف السبب الذي يقف خلف ضيقك وحزنك، لكن أنا مُتأكد من أنّك الآن تُدرك أن حياتك رائعة عندما ترى ما يواجه الآخرون.. تجاوز يا صديقي، واعلم أن الحياة بكل ما فيها لا تستحق أن تحزن بسببها..
أنهى صديقي حديثه وغادر.. لقد بكى وأبكاني معه.. تشاركنا البُكاء سوياً..
في تلك اللحظة أدركت أن الحياة أقصر من كل شيء، ولا تستحق أن نحياها ونحنُ غارقون بالتفاصيل..