بدون الحاجة لسرد أصل القصة التراثية، التي يرجع لها المَثل الشعبي المعروف: (الموضوع فيه إنَّ)، فقد اعتاد الناس عامة على الفضفضة من خلاله، كلما شعروا بأن هناك غموضاً يشوب تعامل الآخرين معهم، غموضاً تكتنفه الشكوك والريبة، غموضاً تقوده شبهة قوية: بأن هناك مؤامرة تُحاك في الخفاء، لكن إثباتها وإدانة كافة الأطراف المتورطة فيها يفتقر للأدلة القاطعة!!
رغم الوقفات التاريخية والقروض المليارية والمساهمات الاقتصادية والعمالية التي تقدمها بلادنا لتلك الدول العربية والإسلامية، يختفي حفظ الجميل فجأة حين يشن بعض إعلامييهم سهام حقدهم الدفين تجاهنا، ما يدفعنا لقول: (شكل الموضوع فيه إنَّ)!
رغم المساعدات الإنسانية الكبيرة التي بادرت بها مملكتنا العزيزة حكومة وشعباً للدول الشقيقة التي داهمتها كارثة الزلزال الأخيرة، يختفي علم بلادنا من شاشات العرض التي تقدم الشكر للدول الصديقة التي ساعدتها بهذه الأزمة، ما يدفعنا لقول: (شكل الموضوع فيه إنَّ)!
رغم الكفاءات الوطنية العديدة التي تمتلك الشهادات العلمية والخبرات العملية لا يزال (المشرف الأجنبي) لدينا يحتفظ بوظيفته القيادية ورواتبه الفلكية، مع ذلك يختفي ولاؤه فجأة حين يستقر ببلاده ويبدأ بمهاجمتنا متناسياً بأننا من علمناه وصنعناه، ما يدفعنا لقول: (شكل الموضوع فيه إنَّ)!
رغم العقوبات النظامية الصارمة المتمثلة بالسجن والتشهير والغرامة لا تزال ظاهرة انتحال الجنسية قائمة بمواقع التواصل الاجتماعية، حيث يختفي الانصياع فجأة بظهور امرأة أجنبية على أنها سعودية، لتروج لزي فاضح وفعل مشين بمكان عام، ما يدفعنا لقول: (شكل الموضوع فيه إنَّ)!
رغم الخبرة الطويلة للمؤسسات الإعلامية وشركات الإنتاج الفنية المحلية التي تمتد لعقود طويلة، لا يزال ثلاثة أرباع طاقم العمل فيها عمالة أجنبية، لتختفي المهنية فجأة حين تتابع برامج لا تشجب أبداً من هاجمونا -هذا اذا لم تستضفهم لاحقاً- وأفلام ومسلسلات محلية لا تحاكي مطلقاً همومنا وقضايانا الحيوية، ما يدفعنا لقول: (شكل الموضوع فيه إنَّ)!
وأخيراً: هذه الأمثلة الحية (غيض من فيض) لأمور عائمة يكتنفها الشك والريبة، وبما أننا اليوم 22 فبراير نحتفي بذكرى التأسيس، وهو اليوم الذي يرمز للعمق التاريخي والحضاري والثقافي لمملكتنا الغالية، فإننا اليوم لسنا بحاجة لهؤلاء ناكري المعروف وعلينا جميعاً استغلال الكفاءات الوطنية بكافة النواحي الفنية السياحية، الثقافية، وسن سياسة إعلامية تواكب المرحلة الانتقالية، ومن يشذ عنها نردعه بتهمة؛ (أكيد الموضوع فيه إنَّ)!؟