* في اليوم الـ(22 من شهر فبراير) الذي وافق أمس الأربعاء أصبح (السعوديون) يحتفلون كل عام بـ(يوم التأسيس)؛ حيث ترجع بهم الذاكرة لـ(3 قرون) مضت وتحديداً إلى منتصف عام 1139هـ، الموافق لشهر فبراير من عام 1727م، حيث بداية تأسيس دولتهم بعزيمتهم وقيادة الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- فكانت (الدولة السعودية الأولى)، وعاصمتها (الدرعية)، والتي ما بعدها امتدادًا لها وصولاً لـ(المملكة العربية السعودية الحديثة).
*****
* أما لماذا يحتفل السعوديون بـ(يوم التأسيس)؟ فلأنه يحمل ذكرى خالدة يفتخرون بها وهي احتضانه لبداية قيام أول دولة حقيقية مكتملة البنيان والمعالم والهيبة بعد الخلافة الراشدة في شبه جزيرة العرب؛ التي كانت قبل ذلك اليوم محكومة من خارجها ومن بعض القبائل أو التجمعات القروية المتفرقة، في ظل تمركز الخلافة الأموية في الشام والعباسية بالعراق، ومن ثم أصبحت (جزيرة العرب) رهينة لعدة دويلات صغيرة وضعيفة، وهو ما أفقدها الأمن والاستقرار بشتى صوره، وكلها أتت بحضور الدولة السعودية الأولى.
*****
* أيضاً حق السعوديين أن يحتفوا بـ(يوم التأسيس) لأن فيه الشهادة على العمق التاريخي والجذور الراسخة الممتدة لأكثر من (3 قرون) لبلادهم، والتي رغم التحديات والعقبات ما تلبث أن تنهضَ بعزيمة قادتها وعطاء وتلاحم المخلصين من شعبها، كما أن استحضار أبناء المملكة لصورة ومشاهد ذلك اليوم تأكيد على حضارتهم الأصيلة وموروثهم الثري والنوعي.
*****
* أخيراً الكثير من الدول والمجتمعات تحتفل بالأيام الفاصلة من تاريخها؛ باعتبار ذلك عاملاً رئيساً في ترسيخ الهوية الوطنية والثقافية في النفوس، ولما أنه أداة مهمة في الوئام والتلاحم المجتمعي؛ ولذا فهذه دعوة لقراءة تاريخنا الوطني، والبحث عن أيامه الخالدة؛ للتذكير بها، كما أرجو استثمار مثل تلك المناسبات للاحتفاء بالرموز الوطنية، وهم أولئك الذين أخلصوا وبرزوا في خدمة وطنهم ومجتمعهم في المجالات كافة، وذلك من خلال التعريف بهم عبر الإصدارات العلمية والإعلامية والأفلام والمسلسلات؛ تكريماً لهم، وليكونوا النماذج التي يقتدي بها الناشئة، ويبقى كل عام وأنتم بخير، ووطننا الغالي ينعم بالأمن والاستقرار.