المنتدى السعودي للإعلام كان محور الاهتمام والمتابعة محليا وإقليميا في نسخته الثانية واستحوذ على اهتمام أكبر عدد من الإعلاميين تجاوز عددهم 1000 إعلامي من أكثر من 32 دولة حول العالم ليشاركوا في أكثر من خمسين جلسة علمية وورش عمل ولقاءات وحوارات تثري الشأن الإعلامي وتواكب متطلبات المرحلة الراهنة وتواجه التحديات في زمن تتسارع فيه الأحداث وها هي الرياض كعادتها تراهن على رؤية إعلامية جديدة تتواءم مع عصر المستقبل من خلال هذا المنتدى المتميز في محاوره ومتحدثيه وضيوفه لاستشراف مستقبل المشهد الإعلامي الجديد ولرسم ملامحه واستثمار أمثل لمكامن الفرص في عالم يتشكل بشكل غير مسبوق.
المنتدى ناقش ثمان محاور هادفة استحوذت على اهتمام أهم المنظمات الإعلامية الإقليمية والدولية تبادل المتحدثون الرؤى حول: تطوير الإعلام العربي بما يواكب تطورات المشهد العالمي، ومناقشة لأهم التحديات والفرص في صناعة الإعلام، وبلورة الأفكار الرائعة وتعزيز العلاقات الجيدة لتطوير العمل وتمكين الإعلاميين وتعزيز روح المسؤولية وأخلاقيات المهنة من أجل إيجاد إعلام قوي قادر على تقديم رسالته بوضوح ومناقشة التحديات والفرص في صناعة الإعلام.
أوراق العمل اختيرت موضوعاتها بعناية فائقة جدا شارك فيها النخبة من الوزراء وقادة الرأي وكان الاهتمام واضحا جليا بحضور كثيف لافت للأنظار لجلسة سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، كعادة سموه كلماته تلقى قبولا عاليا لدى المتلقي وتتداول مواقع التواصل الاجتماعي كلماته بكل اعتزاز وفخر.
توقفت عند جلسة مع قيادات نسائية عن تمكين القيادات النسائية تكامل يتشكل ولأن موضوع تمكين المرأة من مجالات اهتمامي الخاص وهو ما خصصت له حيزا من إنتاجي الفكري عن تمكين المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله وبدعم من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية المؤمن بقدرات شباب ونساء الوطن ويتيح الفرص لهم ليثبتوا دورهم في دفع عجلة التنمية وتحقيق رؤية وطن.
نحن بحاجة ماسة اليوم لصناعة القيادة الإعلامية الاحترافية المتمكنة من أدواتها، وشكرا لتلك المبادرة التي انطلقت بالتزامن مع هذا المنتدى وهي الأولى من نوعها لتأهيل المذيعين السعوديين وبمشاركة هيئة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية ومجموعة إم بي سي وشبكة قنوات روتانا والعربية وتشمل المبادرة تجربة ميدانية لتقييم المواهب الشابة عبر لجنة متخصصة مكونة من لقاءات إعلامية.. دعوة خاصة للاهتمام بالثقافة واللغة ومخارج الحروف وليكن لدينا قدوات إعلامية من الرعيل الأول ممن بقيت أصواتهم مسموعة ولها صدى وتحية محملة بكثير من التقدير والإجلال لمعالي المستشار تركي آل الشيخ في حفل تكريم طلال مداح أعاد لنا أصواتا خالدة لا تنسى على مر السنين مثل الدكتور حسين النجار والأستاذ علي داود في مدرسة الأخبار وفي مدرسة التعليق الكروي لكل منهما كان له صولات وجولات ولغة سليمة مميزة ونبرات صوت على المستوى الشخصي تعلمت منهما كيف يكون الإلقاء والخطابة والتقديم فن يؤدى بحب وانتماء للعشق الأبدي لغتنا العربية العريقة ونحن أهل للتميز في كل مجال.
ودومًا أؤمن بأن الكلمة لها تأثير السحر وقديما قالت العرب: إن للبيان لسحرا، وهذا السحر الحلال يمكننا أن نكون رواده بلا منازع لأننا نحمل روحا وطنية عالية جدا وأنا أكتب كلماتي هذه في يوم الاحتفاء بذكرى التأسيس تغمرني مشاعر وطنية عالية تربطني بجذوري الممتدة في أعماق الأرض وأشاهد التغطيات الإعلامية في كافة القنوات المسموعة والمرئية وعبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي وبلغة سعودية موحدة وهوية وطنية راسخة وبتغذية بصرية تم توحيدها بهوية يوم التأسيس كل هذا يصنعه الإعلام السعودي لتعزيز القيم الوطنية في المجتمع السعودي وستبقى المناسبات الوطنية منصة لجمع القلوب والأفكار والرؤى للتخطيط للمستقبل بروح إيجابية منفتحة على العالم ومن خلال تعزيز قيم التنوع والسلام والتسامح والتعايش واحترام الآخر.
الإعلام والاتصال الإنساني في كل المجتمعات وعلى مختلف الثقافات لها دورها الفاعل في إحداث التغيير وتشكيل الرأي العام والقوة الناعمة التي من خلالها نحقق أهدافنا ونعلي رايتنا ونحكي قصص الأمجاد ونصنع الحضارة ونبني ونرسم ملامح المستقبل الطموح الذي يعانق قمم الجبال.