لم أستغرب ما كشفته بعض الصحف العالمية، عن الجاسوسة الإسرائيلية (كاثرين بيريز شكدم) التي دخلت إيران بجواز سفر فرنسي، وادّعت أنّها زوجة مواطن يمني، ومؤمنة بدين الشيعة، وتسعى للاستزادة من العلوم الشيعية، وقابلت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وتزوّجت في إيران زواج مُتعة مئة مرّة، أكرّر مئة مرّة، من رجال دين شيعة ومسؤولين مُقرّبين من أصحاب السُلْطة، وجمعت منهم معلومات استخبارية مهمّة لصالح الدولة العبرية.
واللهم لا شماتة، لكنّ إيران تستحقّ أعلى درجات الشماتة لاختراقها بالتجسّس، فهي التي تُساهِم في الاضطراب الذي تُعاني منه المنطقة العربية، وهي أحد رؤوس المُربّع العنصري الذي يكيد للعرب والمسلمين، وأقصد: الفارسي المجوسي، واليهودي الصهيوني، والمسيحي اليميني المتطرّف، والهندوسي الحاقد والطامع.
والجاسوسية اليهودية معروفة منذ القِدَم، والمرأة عنصر أساس فيها، لأنوثتها الطاغية، وقدرتها على إغواء وإغراء الرجل للوقوع في ألاعيبها وحبائلها، وكُتُب التاريخ تروي قصص اليهوديات اللاتي تجسّسن حول العالم، وتوجد أصلاً في اليهودية المحرّفة تعاليم تأمر اليهود باستخدام النساء في التجسّس ولو باقتراف فاحشة الزنا، ويُعتبرْن بطلات شعب الله المختار، وكما قيل في الأمثال الإيرلندية الكارهة للإنجليز أنّه لا يوجد إنجليزي لا يُرتشى يُقال عن اليهود أنّه لا توجد يهودية لا تتجسّس، فإسرائيل حسب قوانين جدعون الاستخبارية هي أولاً وأخيراً، ولها الحقّ كما تزعم القوانين بالتجسّس على الجميع، على الحلفاء قبل الأعداء، أو على الأعداء قبل الحلفاء، لا فرق بمن تبدأ أو تنتهي، حتّى أنّها تجسّست على حليفها الأكبر أمريكا عدّة مرّات، ولا يعني أنّها تجسّست على إيران أنّ هذه الأخيرة هي عدوّ لها، بل ربّما كانت حليفاً من تحت الطاولة، ومن حيث لا يشعر العالم، وهي سائرة على درب التجسّس لنصرة الصهيونية.
قال ويليام شكسبير: (الجاسوس يطلّ على الحياة)، أمّا أنا فأقول: أمات الله كلّ جاسوس يريد بالوطن شرّاً قبل أن يطلّ على بصيصِ نور عبْر نافذة الحياة.