عندما تقرأ كمثال.. مقالات (انتهاك التسامح وتنزيه التطرّف) و(مقدمة لإعادة قراءة النص التاريخي السعودي في بداياته) و(الصحوة لم تبدأ بعد) و(التاريخ السعودي في بداياته: حول التأسيس) للكاتب في صحيفة الوطن الزميل خالد العضاض ستُدرك جيداً أنك تقف أمام شخص يكتب بحوثًا ودراسات لا يكتب مقالاً عابراً يتحدّث عن لحظة، هو يؤرّخ لمرحلة، يستجلب كل أحداثها وفصولها، يُفصّل في حيثياتها وآثارها، يُحذّر من خطورتها، يُوَجِّهْ نحو الانطلاق نحو الغد دون نسيان خطر من حاولوا سرقتنا في الماضي..
عندما أقرأ للعضاض أُدرك وبشكل عميق أن هناك فارقًا كبيرًا وبونًا شاسعًا بين من كان مع الصحوة لعُمر ثم تحوّل باسم التنوير لمتطرّف فكرياً وفق مرئيات جداً تافهة، وبين رجل عاصر الصحوة، وتأثر بها، وخبر مآسيها وما تسببت به من سوء على الفرد والمُجتمع والوطن، ودرس وتعلّم وجد واجتهد ليُصبح اليوم أحد وجوه التنوير السعودية، رجلاً مؤمناً بكُل ما يكتب، مُنافحاً عن الاعتدال والوسطية في كل شيء..
لم ألتقِ العضاض لكنني قرأت له، وقرأت عنه، وتابعت لقاءاته التلفزيونية، ووجدت أنني أمام إنسان أتى ليُحذّر من خطر تطرّف سابق، وينشر التوعية بخطر التطرّف أياً كان توجهه، مؤمناً بالوطن الجامع، والهوية التي يتشكل منها المجتمع، قادراً على تجاوز المسافات الفاصلة بين المكونات..
أخيراً..
من حق خالد العضاض أن أكتب عنه، حتى لا يُصبح التنوير كلمة مُبتذلة يتّصف بها كل شخص فقط لأنه قال كلمة وحفظ كلمة، التنوير شيء أكبر من هذه الفكرة، والعضاض يستحق وبكل معنى الكلمة أن يكون رمزاً من رموز التنوير الحقيقي في بلادي المملكة العربية السعودية.