أنا (لا) أدخل في مساحات تويتر؛ ليس خوفا من النقاش الذي يتحول في أحايين كثيرة إلى شجار ومعارك (لا) نهاية لها، و(لا) كرهاً في التعلم، و(لا) حبًا في الهروب!! بل لأسباب كثيرة، في مقدمتها تلك البذاءة في الطرح الذي يمارسه بعض أولئك المجانين الهاربين من المنطق، الذين يُمارسون العهر في الخطاب وتشويه الحوار والرأي الذي هو أسمى من جنونهم وضحالة فكرهم، وكأنهم يُريدون بذلك تشويه الدين ورسائله وآدابه؛ التي ترفض الإساءة للآخر!! فديننا أكرم وأكبر من أن يسيء الإنسان للإنسان أو للأعراض، فالدين سلوك، والدين نعمة يُحوّلها الجنون إلى نقمة، ومن العيب أن ينسى المحاور دينه الذي ينهاه أن يلوك الأعراض، أو حتى يقترب منها!! لكن المشكلة الكبرى هي في بعض مرتادي المساحات، تلك العقول التي تضج بالخلافات الفكرية والأخلاقية الكريهة المسكونة بالسقوط المحزن والمقرف، لدرجة أنك تشعر بالدوار وأنت تستمع إلى ذلك الكم الهائل من الشتائم والسباب..!!
عيب أن تكون أنت لساناً للشيطان الذي يدفع بك إلى الأبواب القذرة، (لا) سيما وجرح الآباء في أعراض بناتهم ونسائهم هو أصعب من كل صعب، حتى وإن كان الخلاف بينك وبين الآخر عقائديا أو فكريا أو غيره، كل هذا (لا) يسمح لك بالتعدي عليه، وأن كل ما عليك هو أن تضبط لسانك، وأن تكون أنت أقرب منه إلى دينك، في سلوكك وتصرفاتك المحكومة بالحرام والحلال والعيب، الذي يكاد يقترب من حرمة الحرام في بعض الأعراف!! لكنه تدني الوعي الذي يُحوِّل بعضهم إلى كتل من اللهب، همّها الانتقام من الآخر، وتشويه صورته ومطاردته بكل الشبهات دون وجه حق، وهذا أمر مرفوض..!!
(خاتمة الهمزة)... مَن يقتل الكلمات، ويُوجِّه الشتائم إلى الأبرياء وأعراض النساء، هو يمارس نوعاً من التطرف اللغوي ضد الآخر، الذي يمنحه الحوار حصانة ضد كل الكلمات وكل اللكمات!!.. وهي خاتمتي ودمتم.