* لو كان هناك استفتاء يشارك فيه أكثر من (مليار و600 مليون مسلم حول العالم) عن المدينة التي يتمنون زيارتها ولو لمرة واحدة في حياتهم، ستكون الإجابة حتماً (مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فهي عندهم الأكثر قداسةً ومحبة، فـ(عشقها وأهلها) يسكنُ قلوبهم وشرايينهم، يظهر جلياً في مطارها الدولي؛ حيث الدموع تتسابق من أعينهم وهي تتراقص فرحاً، وكأنهم يدخلون قطعة من الجنة عند وصولهم، بينما الحزن يكتسي وجوههم وهم يغادرونها، فيما يُخْلِص كلّ من في (المطار) بحثاً عن خدمتهم وحُسـن استقبالهم ووداعهم.
*****
* وهنا وحتى لا تُخدش تلك الصورة البهية التي يُرسمها الزائرون لـ(طيبة وأبنائها)، ولتكتمل تلك العطاءات الكبيرة التي تُقدم في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، هذه بعض السلبيات التي أرجو تجاوزها، ومنها: التكدَّس الذي يصيبُ الصالة الدولية من رحلات أجنبية محدودة بسبب قلة الموظفين الذين يُنهون إجراءات المسافرين، طبعاً لا أعرف الأنظمة التي تحكم شركات الطيران الأجنبية؛ لكن المؤكد أنها مُلْزمة بتقديم خدمات سريعة وراقية لعملائها على الأراضي السعودية.
*****
* أيضاً هناك ازدحام المغادرين عند الدخول لصالات السّفَر (الداخلية والدولية) في مرحلة التدقيق المبدئي على الحجوزات، حيث يتم ذلك في ممرَّين ضيِّقَيْن، ولست أدري كيف ستكون الحال في المستقبل، وفيه ستتضاعف أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين للمدينة المنورة؟!
*****
* ومن السلبيات ممارسات بعض الذين يبحثون عن الركاب والمشاوير، أولئك الذين يهمسون للقادمين بـ(تاكسي)؛ حيث المغالاة في الأسعار لأكثر من خمسة أضعاف أحياناً، والتي ما أنْ يكتشف (الزائر) حقيقتها بعد ذلك سيتأكد بأنه قد وقع ضحية لنصاب لا يخاف الله، صدقوني أكره جداً قطع الأرزاق، ولكن لابد من تنظيم يحكم أولئك!!
*****
* ومن المظاهر السيئة جداً (روائح السجائر الكريهة) التي تملأ المكان عند بوابات المطار، التي ينشرها المدخنون الهاربون من المنع داخله، والتي أصبحت -للأسف- تستقبل وتُودع المسافرين، ولعل الحل يكون في تخصيص غرف جانبية مغلقة للمدخنين، ومعاقبة المتجاوزين!
*****
* أخيراً (المطارات ومحطات القدوم بعامة) هي التي دائماً ترسم الملامح الأولى عن أية مدينة وعن صفات أهلها؛ ولذا أرجو سرعة معالجة تلك السلبيات أو الملحوظات في مطار المدينة المنورة، التي هي بالتأكيد لا تُقلّل أبداً من الجهود العظيمة والمتميزة التي يبذلها منسوبو كافة القطاعات في جميع أركانه وخدماته، والذين لهم صادق الشكر والتقدير، وسلامتكم.