المعروف أن مدة الدراسة في رمضان قصيرة جدًا ولو حسبنا الأيام الفعلية التي يدرس بها ابناؤنا وبناتنا في مختلف المراحل هي خمسة عشر يوماً لن تكون مؤثرة إذا كانت الدارسة عن بعد على أن تكون اختباراتهم بعد العيد بأسبوع لما درسوه في رمضان، وخاصةً أن المعلم والمعلمة والمحاضرين والمحاضرات بجميع قطاع التعليم يكونون في قمة الإجهاد البدني والذهني مما يشكل جهدًا إضافيًا وكبيرًا على صيامهم، وخاصة أخواتنا المعلمات والمحاضرات اللاتي يقمن بتحضير وجبتي الإفطار والسحور ومراعاة الأبناء في البيت والمدرسة.
لذلك نتوجه إلى معالي وزير التعليم بكل حب وتقدير، وكلنا أمل بأن يتم النظر بالدراسة الحضورية في رمضان، فمثل معاليكم قادر على أن يجد الحلول المناسبة بكل معرفة واقتدار مما يسهم في التخفيف على الأهل ظروف تلك الأيام المباركة.
وكما يعلم معاليكم أن القيادة الرشيدة أحد أهم أهدافها توفير جودة الحياة للمواطن ومنها مخرجات التعليم التي بلا شك سوف تتدنى مع ظروف الطلاب وأعضاء التعليم.
فالنتائج المرجوة من الدراسة عن بعد هي كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر قدرة استيعاب الطلبة للمنهج، وتمكين الدكاترة وأعضاء هيئة التعليم من إعطاء أفضل ما عندهم، خاصةً لو كانت تلك الدروس بعد صلاة الظهر إلى الساعة الرابعة عصراً.
فطلب العلم ليس كالحج الذي كان نبينا الكريم يقول للناس (أفعل ولا حرج)،
كالطواف والرمي والتقصير للشعر والتحلل والمبيت وغيرها، مع أن الحج هو ركن أساسي من أركان الاسلام، حتى الصيام يعذر المسافر والمريض.
بوصلة:
قَالَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ».