نعم يحق لنا نحن شعب المملكة العربية السعودية أن نعلن للعالم أننا سعداء في ظل قيادة تولي جل اهتماماتها وتخطط وتنفذ برامج ومشاريع تحقق معايير جودة الحياة السعودية وفق رؤية وطنية تحقق مؤشرات عالية في الإنجاز تتجاوز المتوقع والمستهدف.
بالأمس القريب احتفل العالم بيوم السعادة العالمي في عام 2023م وكان يومي شخصيًا مختلفًا بمعنى الكلمة ولأول مرة احتفل به في رحاب العاصمة الحبيبة الرياض منبع السعادة الحقيقية والتي تنطلق منها لكل مناطق المملكة وأنا أتابع بشغف ما تتناقله وسائل الإعلام وما ترصده المؤشرات العالمية عن مؤشرات السعودية وإذ بي أرصد ما توقعته فعلا من ارتفاع لمعدلات السعادة لدى الشعب السعودي وتقدم المملكة في سباق العالم السعيد.
يومي كان مختلفًا لأنني بدأته بلقاء سيدة من وطني أفتخر بمعرفتها وهي من الرموز الوطنية في مجال عملها وكتاباتها لكن على المستوى الإنساني التقيت بروحها وبفكرها وثقافتها وتواضعها وحديثها الذي أسرني من أول مكالمة تمت بيننا وازداد يقيني بأن الأرواح إن التقت حتمًا وصدقًا تكون القلوب شواهد، إنها الدكتورة نادية الشهراني، ما أسعدني وأنا أسطر اسمها في مقالي اليوم من أجل رسالة أهديها لكل من يتابع ما أكتب الصداقات الحقيقية والعلاقات الإنسانية مصدر حقيقي للسعادة وعندما تختار بعناية من تجالس ومن تتخذه صديقًا يضيف لك على المستوى الفكري والثقافي وتشترك معه في نفس الأهداف والرؤى ونلتقي معًا في حب وطن يجمعنا من مناطق مختلفة وثقافات مجتمعية متباينة لكن هويتنا السعودية التي نستقي منها التلاحم والمحبة تسعدنا، سعادتي لا تصفها كلمات وأنا مع هذه الإنسانة التي غمرتني بكرمها ودماثة خلقها وبعد انتهاء مهام عملها تأتي تشاركني الجلسة الحوارية عن السعادة لتكون بداية ونهاية يوم سعيد احتفلت به بمعية من أكرمني الله بصداقتها.
قرأت عن دراسة علمية أجراها بعض المختصين في علم الاجتماع والصحة النفسية بأن أكثر الناس سعادة عندما يكبرون هم من حافظوا على علاقاتهم وصداقاتهم في شبابهم لتستمر معهم في كبرهم.. السعادة تكتمل بحالة من الرضا والتسليم بالأقدار وعدم الانشغال بتوافه الأمور التي تكدر الخاطر، الحياة جميلة تستحق أن نعيشها واللحظة التي أنت فيها الآن لا تتكرر، لا تخلو أيامنا من الأحزان والآلام ولكنها كلها ستزول حتمًا ولابد، الابتسامة الصادقة النابعة من القلب تكون بوابة العبور لقلوب من حولنا والكلمة التي نعتني كثيرًا بها وتكون من أعماق قلوبنا لابد أن تصل للهدف ويكون مكانها القلب.
في نفس يوم السعادة وفي الرياض تعرفت أيضًا على أم تحكي قصة ابنها وزوجها الذي أصيب بفشل كلوي ليتبرع الابن لأبيه ويغمر حياة أسرته بالسعادة عبر بوابة العطاء والامتنان وبر الوالدين.. تحية من القلب للدكتورة فضة العنزي كم أنت أم عظيمة وأنت تسردين قصة الألم والفرح بصوت واحد وكأنك بين كلماتك تشعرينا بأن الأم العظيمة هي من تربي العظماء حتى ولو كانوا في السن صغارًا لكن يفعلون فعل الكبار.
وفي هذا الأسبوع أيضًا كان يوم الأم العالمي لنقول معًا كل الأيام لك أمي ولكل أم على وجه الأرض وسأظل أردد اسم أمي رقية التي علمتني مالم أتعلمه في المدارس والجامعات ولا الكتب، كانت تقول المحبة أفعال وليست أقوال وأسأل الله جل في علاه أن يبلغها عني كل فعل يرضى به سبحانه ومن ثم يرضيها في قبرها كم أفتقد وجودك في حياتي جسدًا لكن لم تغب روحك أبدًا عني واستشعرها دومًا معي فاللهم لك الحمد.
سعادتنا الروحية نستقبل بها شهر البركات والرحمات فكم هي نعم الله علينا عظيمة ولتقبل علينا أعظم الليالي والشهر المبارك نعيد فيه توازن حياتنا ونرمم كل وجع وألم ونستشعر كل نعمة من الله بها علينا..
لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد وللشعب السعودي ولكل مسلم ومسلم أرفع التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم شهر رمضان وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.