تحتضن منطقة نجران العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية والسياحية من أبرزها موقع الأخدود الأثري والتي يجاور قصر الإمارة التاريخي وآبار حمى الأثري. وتعد منطقة نجران من المناطق الضاربة في التاريخ، حيث مرت عليها حضارات تعود إلى العصر الحجري.
ويشهد موقع الأخدود الأثري المذكور في القران الكريم إقبالاً كبيراً من قبل سكان وزوار المنطقة، خاصة خلال الإجازات والعطل الرسمية، للاطلاع على ما تحتويه تلك المواقع الأثرية من آثار تاريخية عريقة. وتعد مدينة الأخدود متحفًا طبيعيًا وتاريخيًا مليئًا بالأدلة والعبارات المنحوتة التي سجلتها أيدي الأمم السابقة.
الأخدود هي مدينة تاريخية مربعة الشكل تعود لعصر مملكة حمير، وتبلغ مساحتها أربع كيلو مترات مربعة محاطة بسور حجري منقوش برسومات حيوانية وإنسانية. وتقع على ضفاف وادي نجران. واشتهرت المدينة الأثرية بحدوث محرقة عظيمة أوقعها ذو نواس الملك الحميري قبل أكثر من 1500 عام بحق الآلاف من أبناء المنطقة، أصحاب الأخدود المؤمنين. وقد ورد ذكر الحادثة في القرآن الكريم في سورة البروج.
لقد أجريت العديد من الحفائر الأثرية بموقع الأخدود ومن أهم الاكتشافات الأثرية: مجموعة ألواح حجرية ومعدنية كتب عليها رموز دينية، ومباخر نحتت من الجرانيت، وأواني وكسر فخارية كونت بعد ترميمها مجموعة من الجرار كانت تستخدم للتخزين. وتم الكشف حديثا عن وجود جرة فخارية مملوءة بعملات فضية تعرف باسم "الكنز"، وهو الاكتشاف الأول من نوعه في الجزيرة العربية، حيث يدل على الازدهار الحضاري والاجتماعي والسياسي لموقع الاخدود. كما اكتشفت العديد من المدافن والقبور التي يعود بعضها لما قبل الميلاد وبعضها للفترات الإسلامية. واكتشف المنقبون مسجداً يعود للقرن الهجري الأول. وعثر أيضاً على بعض المجوهرات المصنوعة من الفضة والنحاس والذهب.
من المعالم التي تستوقف الزائر لمدينة الأخدود الأثرية "حجر الرحى" الذي ما زال يشكل لغزاً للباحثين والسائحين من حيث ضخامته وموقعه داخل السور. يبلغ قطر الرحى مترين وارتفاعها مترين، وهي مطحنة كبيرة مصنوعة من الجرانيت كانت تستخدم لطحن الحبوب الغذائية واستخراج الزيوت. وتعكس حجر الرحى الحس الهندسي الذي كان يتمتع به أصحاب الأخدود القدامى .