- أكثر ما يفشل فيه الإنسانُ من خلال مُمارسته الاجتماعية، هو تكوينُ عَلاقات شخصيّة سليمة صحّية، ولعلّ ذلك يرجع إلى ارتفاع مستوى العَشم وسقف التوقّعات لديه. ومع مرور الوقت، وتكرار المُحاولات والتّجارب، يُصبح - وللأسف - أقلّ لطفاً، وأشدّ توجّساً، وأكثرَ انعزالاً.
- يبدو لي، أنّ معظم العَلاقات الشخصيّة في واقعها غايةٌ في الهشاشة، وأقرب للاضطراب والإنهاكِ والاستنزاف، وعرضةٌ للانهيار، وهي سببٌ شائعٌ للإصابة بالأمراض العُضوية والآفات النفسية.. إنها غالباً ما تتحوّل لكوارثَ بشريةٍ تمشي على الأرض.
- تتدهور كثير من العلاقات الشخصيّة إلى آليةٍ نمطيةٍ تتحكّم فيها الحسابات النفعيّة، وتعتمد على الانضمامِ للمجموعة على الرّغم من الشُّعور المُفرط بالوَحدة النفسية والغربةِ الفكرية وعدم الأمان، مع فشلِ الفرد في الاعتزال الاجتماعي من غير دفعه ثمناً باهظاً.
- لا يُمكنك الاختلاط بالناس، وتكوين علاقاتٍ شخصية معهم، من دون أن تفقدَ شيئاً قيّماً من نفسك. ولهذا، كانت العَلاقات الشخصيّة السّطحية ذات الحدود الضيّقة، أكثر دوماً استقراراً، والأهمّ، أنّها أقلّ ضرراً واستنزافاً.
- إنّ أردأ أنواع العَلاقات الشّخصية، ليست تلك البغيضة التي اتّفق أطرافها بشكلٍ صريحٍ على التّعادي، بل أسوأها تلك التي تستنزفُ طاقتك، وتتركك في حالةٍ من الارتباك والالتباس والضبابية وعدم الاستقرار، وتزيدُ من احتقانك النّفسي وغضبِك الدّفين.
- مُعظم العَلاقات الشّخصيّة تعود غريبةً كما بدأت مهما توطّدت.. نحنُ مجرّد عابرين في حياةِ بعضنا البعض. لذلك، كان من أهمّ فنون العَلاقات الشخصية في رأيي، معرفة الوقت المُناسب للانسحابِ منها، والفكاكِ عنها.
- تكمُن مشكلةُ بعض العَلاقات الشخصية، في أنّ أحدَهم، من فرط أنانيّته وتمحوره حول ذاته، يحرصُ على سعادةِ الآخر في حالةٍ واحدةٍ فقط، وهي بأن يناله هو أيضاً نصيبٌ وافر مُشترَك من تلك السّعادة.. وإلّا لا يهم!.
- من المُروءة أن نتعامل مع الآخرين استناداً على إنسانيّتهم وقِيَمهم الفردية، وليس على أساس أنّهم أدواتٌ لتحقيق غاياتنا.. يجب أن نكون أكثرَ حساسية لآلامِهم ومُعاناتهم، ونهدف إلى زيادة البَهجة والثّراء الداخلي لديهم، حتى لا يتحوّل هذا العالم إلى جحيمٍ لنا جميعاً، إن لم يكن كذلك بالفِعل!.