تُعنى المملكة بتوفير الحياة الكريمة لكافة سكّانها من مواطنين ومقيمين، مع الأخذ بالاعتبار احتياجات مختلف الفئات. والأشخاص من ذوي الإعاقة من أهم هذه الفئات؛ إذ يشكلون 7.1% من إجمالي سكان المملكة. واستنادًا لهيئة الإحصاء فعدد المصابين بالإعاقات السمعية: 289.355، وفرط الحركة وتشتت الانتباه: 30.155، والإعاقات الحركية: 833.136، واضطراب طيف التوحد: 53.282، ومتلازمة داون: 19.428، والإعاقات البصرية: 811.610، ليكون المجموع 2036966، وهذا يحتم علينا توفير برامج لحمايتهم ورعايتهم صحيًا واجتماعيًا، مع توفير فرص التعليم والعمل المناسبة من خلال برامج إعادة التأهيل؛ لذا فقد جاءت رؤية 2030 لدعم المعاقين مشتملة على العديد من المبادرات لدعم حقوقهم، والخدمات المقدمة لهم.
أولًا: الإطار التنظيمي القانوني لحقوقهم، فقد نصت المادة 26 من النظام الأساسي للحكم على أن «تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية»، والتي تعزز مفاهيم العدل والمساواة ومنع التمييز على أي أساس، ومنها الإعاقة. ومن أبرز التنظيمات: نظام رعاية المعاقين، وتنظيم هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، واللائحة الأساسية لبرامج تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
قواعد إثبات العجز الصحي عن العمل، واللائحة التنظيمية لمراكز تأهيل المعاقين غير الحكومية، واللائحة التنفيذية لحماية حقوق العملاء في الطيران المدني.
وتنص الأنظمة في المملكة على أنّ للأشخاص ذوي الإعاقة الحق كغيرهم في التمتع بأعلى مستويات الرعاية الصحية.. ومن الإطار النظامي لحقوق المعاقين ورود ما ينظم ذلك في الأنظمة ذات العلاقة مثل: النظام الصحي، ونظام الخدمة المدنية، ونظام العمل، ونظام الإجراءات الجزائية، ونظام المرافعات الشرعية، ونظام التأمينات الاجتماعية، ونظام التقاعد، والتشريعات الدولية.
ثانيًا: الحماية من الإيذاء؛ إذ تضمن المملكة توفير الحماية من الإيذاء لهم وتقديم المساعدة والمعالجة، والعمل على توفير الإيواء والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية المساعدة اللازمة، كما تتخذ الإجراءات النظامية اللازمة لمساءلة المتسبب ومعاقبته.
ثالثًا: الرعاية الاجتماعية بمراعاة الدولة الاحتياجات المادية والمعنوية لذوي الإعاقة وأهاليهم، وتسعى لتوفير العيش الرغيد لهم بتلبية تلك الاحتياجات، فخصصت الدولة العديد من خدمات الرعاية:
-طلب الإعانات المالية لهم، فالإعاقة البسيطة تحصل على 4000 ريال، والإعاقة المتوسطة تحصل على 8000 ريال، والإعاقة الشديدة تحصل على 16 ألف ريال، والإعاقة الشديدة جدًا تحصل على 20 ألف ريال، ويحصل الخريجون على منحة قدرها 50 ألف ريال للبدء في مشروع تجاري في نفس مجالهم التدريبي.
-خدمة إلكترونية تُمكِّن المسجلين لدى الوزارة والذين تم تقييم إعاقتهم من تقديم طلب للحصول على الإعانة المالية الشهرية حسب الشروط والضوابط.
-خدمة طلب الإعانة المالية للأجهزة الطبية.
- تهيئة مراكز التأهيل المهني، وتختص بتأهيل المعاقين جسميًا أو حسيًا أو عقليًا على المهن المناسبة لهم ومساعدتهم ليكونوا أفراداً منتجين.
رابعًا: الرعاية الصحية؛ تقدم المملكة الرعاية الصحية المنزلية لذوي الإعاقة والمسنين الذين تنطبق عليهم الشروط، ويمكنهم التقديم على هذه الخدمة بشكل إلكتروني من خلال موقع وزارة الموارد البشرية، ومن المراكز المتخصصة في علاج وتأهيل ذوي الإعاقة، مثل: مستشفى التأهيل الطبي بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، ومستشفى التأهيل الطبي بالمدينة، كما توجد مراكز التأهيل الطبي في حائل، والطائف، والهفوف وحفر الباطن وغيرها.
وتشمل خدمات التأهيل الطبي: العلاج الطبيعي والوظيفي، صناعة الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية، وعلاج علل النطق والسمع، وتدريب أسرهم على كيفية العناية بهم ورعايتهم.
خامسًا: الرعاية المبكرة للأطفال من ذوي الإعاقة في سن ما قبل المدرسة.. هذه المرحلة مخصصة للأطفال من ذوي الإعاقة تحت سن ست سنوات، وتقدم وزارة التعليم منح مجانية لمدارس التربية الخاصة وبرامجها بما يتوافق مع المعايير المخصصة والمتطلبات: ابتدائي، ثانوي، متوسط، ورياض أطفال، وركزت الوزارة على الأساسيات لنمو الطفل العادي ومن ذوي الاحتياجات الخاصة جسديًا واجتماعيًا وعاطفيًا وعقليًا، وكذلك نموهم خلال المراحل التي تمتد من عمر 3 سنوات حتى 8 سنوات.
سادسًا: الرعاية الخاصة والتعليم؛ إذ تهتم المملكة بتقديم فرص وخدمات تعليمية متساوية تناسب احتياجات الأطفال من ذوي الاعاقة في مراحل رياض الأطفال وعائلاتهم.
وتقدم برامج لدمج تعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بمراحل رياض الأطفال مع الصفوف العادية، كما تقدم مناهج دراسية مصممة لتتناسب مع احتياجات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يقدمها معلمون متخصصون.
سابعًا: اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل من خلال إصدار القرار الإلزامي لجميع المنشآت التجارية بتركيب مُنزلق للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوقيع مذكرة تعاون بين هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) لدعم برامج التدريب والتأهيل والتوظيف وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين جودة الخدمات المقدَّمة لهم؛ مما يسهم في تمكين ذوي الإعاقة من دخول سوق العمل.
ثامنًا: المشاركة في اتخاذ القرار على مبدأ أساسه الجدارة في الحصول على الفرص الوظيفية وتكافؤ الفرص، حيث يحصل ذوو الإعاقة على مجالات وفرص التعيين للمناصب التنفيذية في المملكة على أساس الكفاءة للمشاركة في صنع القرار.
هذا بعض ما قدمته برامج رؤية 2030 من دعم للمعاقين وتعزيز حقوقهم.