مواقف في سيرة حياتي

طلب مني بعض المحبين من أصدقائي، ورفاق دربي، أن أكتب سيرة حياتي، لأنهم يرون من واقع ملازمتهم لي، خلال مرحلة الرفقة في القرية، والمدينة، والدراسة، والوظيفة، أن فيها من الكفاح والعصامية، ما قد يفيد جيل اليوم والغد، وهم يعبرون معترك الحياة نحو تحقيق آمالهم وطموحاتهم في خدمة أمتهم ووطنهم.

وظلت هذه الفكرة تراودني كلما جالت بخاطري، ودارت بفكري، ولكن التردد ظل حائلاً بيني وبين تحقيقها، لقناعتي أن بعض ما قرأته من سير معاصرة، كانت خالية، من صور الكفاح والعصامية، وتنحو في مجملها إلى الخصوصية، وتلميع الذات.

ونزولاً عند رغبة أحبائي وأصدقائي، وتحقيقاً لهذه الرغبة، فقد رأيت أن أنهج نهجاً يخالف منهجية بعض السير المعاصرة، التي نطالعها بين الحين والآخر وهي: أن أستخلص بعض المواقف التي مررت بها خلال مسيرة حياتي حسب الأقدمية والأهمية، والتي أرى أنها تمثل صور الكفاح والعصامية، بعيداً عن الخصوصية وما في حكمها، وتمثل في هدفها ومدلولها كفاح شاب عاش يتيماً تتقاذفه أمواج الحياة العاتية، لكنه استطاع في النهاية، أن يتغلب عليها بقوة الصبر والاحتساب وتحقيق الغاية التي رسمها لمسيرة حياته.

وبعد تكاملها أجمعها في كتاب أسميه (مواقف في سيرة حياتي) فإن حققت من خلالها مقتضى الفكرة، فهو ما أرجو وإن أخفقت فما أنا إلا مجتهد ولكل مجتهد نصيب.

* خاتمة:

منذ بضع سنوات بدأت في تنفيذ الفكرة من خلال الجدول الذي أعددته بالمواقف التي اخترتها حسب الأقدمية والأهمية، والتي رأيت أنها تمثل تحقيق الهدف المنشود، وعما قريب ترى النور قريباً في حلة تليق بها (فكرة ومدلولاً وغاية) بإذن الله.

* نبض:

إذا أسديت جميلاً إلى إنسان، فحذار أن تذكرهوإن أسدى إنسان إليك جميلاً فحذار أن تنساه

(ابن المقفع).