(إذا عشر بشر) كانت ترددها جدتي -يرحمها الله- مع قرب اليوم العاشر من رمضان والبشارة التي كانت تعنيها هي القبول والأجر والثواب والتمتع بالصحة والعافية مع التوفيق في الدراسة ونيل أعلى المراتب وهذا يتطلب مني تحمل الجوع والعطش ويوجب عليَّ اغتنام الوقت لترتيل آيات من كتاب الله وحفظ المزيد منها عن ظهر قلب، فبذكر الله تطمئن القلوب.
ومع أن جدتي -يرحمها الله- لا تعرف القراءةً والكتابةً كانت تروى لزوارها العديد من قصص القرآن الكريم وروايات التراث الشعبي وما قيل عن قيس وليلى وعنتر وعبلة وأبي زيد الهلالي، تحدث ضيوفها عن كل ذلك كما لو كان في يدها كتاب حكواتي حارة النوفرة، وكثيراً ما تحدثت بإسهاب عن حرب (السفر برلك) وفقد العديد من شباب الشام في البلقان وعما أصاب البلاد من فقر وجوع وبلاء وداء قضى على حياة الكثيرين من الناس وضاعف عدد الأرامل واليتامى والمشردين في الشوارع والطرقات، وبالرغم من كل المعاناة استقبلت الشام بترحاب المهجرين من أهالي المدينة المنورة وصلوا إليها على آخر رحلات قطار الحجاز وفجر ضابط الاستخبارات البريطاني لورنس سكة الحديد فقضى على عودة المهجرين إلى مدينتهم المنورة، فتح لهم أهل الشام بيوتهم وتقاسموا معهم لقمة العيش ووفرت لهم سبل الرزق.
ورحم الله الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- فقد جمع أطياف المجتمع السعودي من الخليج إلى البحر الأحمر تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله، واسم المملكة العربية السعودية التي بنيت على ركائز الاستقرار والقوة والتآلف.