تؤمن بلادنا بأهمية التعليم وأنّه دعامة المستقبل؛ لذا جاءت رؤية 2030 في التعليم على قمة هرمها.. فتحقيق أهدافها في التعليم هي حجر الزاوية الذي تستند عليه لبناء مستقبل أفضل، لذا تقوم رؤية 2030 في التعليم على عدد من الأركان الأساسية:
1- زيادة الموارد المالية الخاصة بقطاع التعليم، بغية تذليل المعوقات وتسخير الإمكانات لخدمته، فقد استحوذ بندي التعليم والصحة على نحو 34% من النفقات التقديرية لميزانية 2023 بإجمالي 378 مليار ريال.
2- تطوير المناهج التعليمية؛ حيث إنها من أهم مكونات النظام التربوي، فهي المنهل الخصب الذي يزود الطلاب والطالبات بالمعلومات والمعارف، ويغرس في نفوسهم الاتجاهات والقيم الإيجابية، المنبثقة من الفهم الصحيح للإسلام؛ لذا حرصت رؤية المملكة 2030 ضمن رؤيتها في التعليم على تطوير مناهجه بتنقيتها ممّا علق به من شوائب معتقدات جماعة الإخوان الذين تمكنّوا، على مدى عقودٍ مضت، من وضع مناهجنا الدراسية للمواد الدينية واللغة العربية والدراسات الإنسانية في جميع المراحل الدراسية، بما يتوافق مع فكرهم، فكان لابد من إجراء عمليات التعديل والتطوير عليها، وفق رؤية المملكة 2030 لتحقيق أهدافها.
3- زيادة الرغبة في الالتحاق بمهن التدريس بتطوير المدرسين وتأهيلهم، من خلال رفع كفاءتهم وتنمية مهاراتهم، ويهدف برنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات إلى توفير البرامج والدورات الضرورية لهم؛ لرفع كفاءتهم التعليمية في تخصصاتهم, وتطوير قدراتهم التدريسية والقيادية في ضوء مفهوم الكفاءات والمهارات والمتغيرات المعاصرة، وجعل التدريب عملية تفاعلية مستمرة، وتزويد المعلمين والمعلمات بالمهارات والخبرات بمجال تقنية المعلومات والاتصالات لتمكينهم من توظيفها في مجالات التدريس.
4- ومن طموحات رؤية 2030 في التعليم الجامعي؛ الارتقاء بمستوى البحث العلمي في المملكة، وذلك من خلال جعلها بين أول عشر دول في مؤشر التنافسية العالمية، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأبحاث والتطوير، والاهتمام بتطبيق الأبحاث العلمية والاستفادة منها في أرض الواقع.
5- إتاحة فرص التعلم مدى الحياة بتشجيع كل من الطلاب والخريجين على التعلم عن بعد والتعلم الذاتي، إذ أنّ رؤية 2030 في التعليم عن بعد تستهدف التطوير المستمر لقدرات الطلاب ومهاراتهم، وتأهيل الطلاب والمعلمين وتحسين قدرتهم على الاستفادة من الوسائل التقنية، الأمر الذي يتناسب مع رؤية 2030 في التعليم عن بُعد؛ لذا اهتمت المملكة بالتعليم عن بُعد عبر تفعيل المنصات الإلكترونية، حيث بلغ عدد المستفيدين من المنصات أكثر من 9 ملايين مستفيد، بالإضافة إلى تفعيل البث التلفزيوني لـ23 قناة فضائية لاستمرار العملية التعليمية عن بُعد.
6- خلق بيئة تعليمية تشجع الطلاب على الإبداع والتميز، بإطلاق وزارة التعليم الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، والبرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، وفي هذا دلالة على أنّ المملكة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف رؤية 2030 في التعليم، وقد افتتحت وزارة التعليم أكثر من مائة مركز للعلوم والرياضيات STEM بغية تنمية مهارات الطلاب ومعارفهم في العلوم البحتة والتطبيقية.
7- زيادة مشاركة القطاع الخاص والقطاع الأهلي في العملية التعليمية.
8- العمل على جعل مخرجات النظام التعليمي موافقةً لاحتياجات سوق العمل، مع إرشاد الطلاب إلى المهن التي تناسبهم وتتوافق مع ميولهم وقدراتهم.
9- تنمية الطلاب ورفع كفاءتهم العلمية والمهارية، من خلال تطوير المناهج التعليمية وتطوير طرق التدريس ووسائله.
وممّا لا شك فيه أنّ أهداف رؤية 2030 في التعليم تشتمل على طموحات الرؤية في التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي والفني، وفي مقدمة هذه الأهداف التالي:
- تحقيق التكافؤ بين منتجات العملية التعليمية ومتطلبات سوق العمل، من حيث الكم والكفاءة، من خلال إعداد متخرجين مؤهلين للعمل.
- من أهداف رؤية 2030 في التعليم الجامعي؛ الوصول بخمس جامعات سعودية إلى قائمة أفضل مائتي جامعة بالعالم، ولكن ارتفع عدد الجامعات السعودية في التصنيف العالمي للجامعات «شنغهاي» لعام 2022 إلى 7 جامعات سعودية مقارنةً بـ4 جامعات في عام 2019، حسب آخر نسخة من التصنيف؛ وحققت الجامعات مراكز متقدمة، من بينها المركز 121 عالميًا الذي حققته جامعة الملك سعود، تلتها جامعة الملك عبدالعزيز التي حلت في المركز 149 عالميًا، وكشف التصنيف عن تقدُّم في مراكز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة الطائف وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك خالد منذ دخولها التصنيف لأول مرة العام الماضي.
ويُعد تصنيف شنغهاي أحد أهم ثلاث جهات للتصنيف، إضافة إلى كيو إس والتايمز اللذين رغم تباين معاييرهما إلا أن الجامعات السعودية حقّقت فيهما ارتفاعاً ملحوظاً بـ16 جامعة في تصنيف QS العالمي للجامعات 2022 مقارنةً بـ9 جامعات في عام 2019م، و22 جامعة في تصنيف «التايمز البريطاني» للجامعات ذات التأثير في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2022م؛ مقارنةً بـ3 جامعات سعودية في عام 2019م.
وهكذا نجد خلال السنوات القليلة التي تلت انطلاق رؤية 2030 في التعليم.. استطاعت الوزارة تحقيق العديد من الأهداف بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- ودعمهما لقطاع التعليم.