تزامن مع تزايد حركة المعتمرين والزوار القادمين إلى المسجد الحرام افتتاح نفق المشاة من جرول إلى ساحات الحرم الشمالية، والذي يعد أحد أهم الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام.
ويبدأ النفق بالقرب مما كان يُسمَّى بئر طوى، بطول يقترب من كيلو متر، يربط جرول بالتوسعة الثالثة، ويحوي دورات للمياه وأنظمة لمكافحة الحريق، وكاميرات مراقبة وتكييف عالي الجودة.
وفي سبيل تلطيف أجواء المسجد الحرام وساحاته؛ تم زيادة مائتي مروحة رذاذ باستخدام تكنولوجيا التبريد، وامتصاص الطاقة الحرارية لخفض درجة الحرارة، وما يُسمَّى بأعمدة الضباب المائي أصبحت منتشرة في الساحات لخدمة قاصدي بيت الله الحرام، حيث يضخ الماء تحت ضغط مرتفع بواسطة مضخة عالية الضغط في أنابيب خاصة، فيها مروحيات متناهية الصغر، يخرج منها الماء على شكل ضباب بارد. وهذه أفضل تكنولوجيا تستخدم لتكييف الهواء في الأماكن المفتوحة، وهي منتشرة أيضاً في ساحات الحرم النبوي منذ عشرين عاماً.
من جانب آخر؛ ربما لا يعرف البعض عدد السلالم والمصاعد الكهربائية في المسجد الحرام، إذ يبلغ عددها 220 سُلماً ومصعداً كهربائياً، ولن تجد هذا العدد الضخم في مجمع مماثل في العالم، وكلها تعمل بشكل ممتاز تحت جميع الظروف التشغيلية. ومن الطبيعي أن نذكر أن هذه المصاعد والسلالم الكهربائية موزعة على التوسعة السعودية الأولى والثانية والثالثة، وتشمل المسعى ودورات مياه السوق الصغير، ومداخل الحرم والمنافذ المؤدية إلى الأدوار العليا ومن كل الاتجاهات.
التوسعات السعودية الثلاث وشموليتها يصعب الحديث عنها في هذا الحيز الضيق. ولكننا لن نغفل الحديث عن الخدمات المساندة، كساحات الصلاة في الحرمين الشريفين، ومواقف السيارات، والمآذن في المسجد الحرام والمسجد النبوي والقباب فيهما، وإن اختلفت الزخرفة بينهما.
تصاميم القباب في الحرم المكي وكسوتها الخارجية تختلف عنها في المسجد النبوي، لأن القباب في حرم المدينة متحركة، وكل واحدة منها تزن 80 طناً. فتسابقت المكاتب الهندسية المتخصصة من مختلف بلدان العالم بالأفكار، إلى أن تم اختيار مؤسسة ألمانية متخصصة، وبها مجموعة من المهندسين المسلمين، وانتهى الأمر بتنفيذ القباب ثقيلة الوزن، وبها خاصية الانزلاق، ويبلغ عددها 27 قبة، والتقنيات التي استخدمت فيها يلزم كل المهتمين التعرف عليها بدقة.
وقد سعدت قبل فترة بزيارة قبو المسجد النبوي والوقوف على نظام الإنارة، ونظام الصوت والسماعات، وهذا النظام عالي الدقة، واستُخدمت فيه وسائل التقنيات الحديثة لضمان أفضل تشغيل، ويلحظ ذلك كل من يرتاد الحرم النبوي والحرم المكي.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
