إن من أبرزِ المجالاتِ التي أصبح للذكاءِ الاصطناعيِ دور هام ورئيسي فيها هي؛ المجال الطبي، ومجال خدمة العملاء، وخدمات ما بعد البيع، ومجال التعليم، ومجال الخدمات المالية؛ كالمحاسبة، والتداول، والاستثمار، بالإضافة لمجالات البرمجة والأتمتة الصناعية.
ولو نظرنا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية في المجال الطبي؛ على سبيل المثال؛ نجد أنه أصبح بالإمكان إضافة (الروبوت) كجهاز بجانب المريض، يراقب وظائفه الحيوية، ويتنبأ بحاجة المريض لتغيير جرعات علاجه أو إدخال علاجات أخرى، وفي المستقبل القريب سيكون هناك إمكانية لتشخيص المريض وعلاجه ومراقبة صحته عن طريق (الروبوتات) الذكية عوضاً عن الطبيب (البشري).
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة برافدا الروسية في شهر فبراير الماضي: أن الأساتذة والطلاب في جامعةِ «سامارا» - والتي تعتبر واحدة من الجامعاتِ الرائدةِ في روسيا - قاموا بتطويرِ جهازٍ افتراضيٍ (روبوت) يُحاكي حالات الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. كما يساعد الجهازُ ذوي المرضى في التغلبِ على الإجهاد والتوترِ النفسيِ.
ووفقاً لمنظمة أوكسفورد إيكونوميكس للتحليل الاقتصادي، ستتولى الروبوتات القيام بأكثر من (20) مليون وظيفة في التصنيع بحلول عام 2030م. وأشار المنتدى الاقتصادي العالمي منذ فثرة، إلى فقدان أكثر من (75) مليون وظيفة نتيجة للإحلال الآلي الكامل، أو ما تُسمَّى بالأتمتة. وفي وقتنا الراهن، يتولى البشر ما نسبته (88%) من الوظائف على مستوى العالم مقابل الآلات، ولكن من المتوقع أن يتغير هذا المعدل في صالح الآلات، بحيث يكون البشر أقلية بين الأيدي العاملة التي سوف تشغل فقط ما نسبته (47%) من الوظائف.
إن الوعد ليس زائفاً، كما قال الاكاديمي والباحث الأمريكي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (نعوم تشومسكي)، بل هناك الكثير والكثير من المتوقع حدوثه في مجال الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الرائعة خلال المستقبل القريب.
فقط علينا أن نتأملَ ما حدث لنا خلال عقدين من الزمن، وكيف أصبحت هذه الأجهزة الصغيرة بأيدينا تختصر لنا المسافات والمشقات.
هل لنا أن نتخيل الحياة بدونها، وكيف عشنا كل تلك السنين قبل ابتكار العقل البشري لها؟، ومع ذلك فإن الأمر ليس تشاؤمياً بشكل كامل، فالمستقبل سيطرح العديد من الوظائف الجديدة المبتكرة التي لم تكن موجودة من قبل، وظائف تعتمد على التفكير والإبداع والإحساس التي يتمتع بها العنصر البشري (الموهوب).
ومع كل هذا، سنظل نطلق عليها تطبيقات «ذكاء اصطناعي»، ويبقى الذكاء الفطري العبقري لبني البشر من (الموهوبين) رائداً، فهو من ابتكر كل هذه الإنجازات العلمية العظيمة، وهو الذي سيواصل الدفع بها لآفاق جديدة.