حملة وطنية من أجل وطن آمن ينعم أفراده بالسلام والسكينة والطمأنينة والحفاظ على أغلى ما تمتلكه النفس البشرية نعمة العقل والسلامة النفسية والجسدية والاستقرار الأسري، وزارة الداخلية عبر حساباتها الرسمية تدعو جميع المواطنين للتبليغ عن المهربين والمروجين للمخدرات وحددت أرقامًا لتلقي هذه البلاغات حرصًا منها على أن يقوم كل منا بدوره الأمني وحسه الوطني من أجل الوطن وأبناء وبنات الوطن.
في تجربة خاصة لي مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وعلى مدار أكثر من خمس سنوات كنا نعمل معًا من أجل مزيد من الوعي المجتمعي بأخطار المخدرات وتأثيرها على النفس وعلى الأسرة والمجتمع، نفذنا البرامج التدريبية المتخصصة والمعتمدة من وزارة الداخلية ممثلة في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وتلك والله جهود تذكر فتشكر، ودور التعليم سواء كانت المدارس أو الجامعات معنية بتوجيه الأنظار إلى منسوبيها من طلاب وطالبات ومعلمين ومعلمات وأعضاء هيئة تدريس لأن هذه المرحلة العمرية هي المستهدفة من قبل مروجي المخدرات ممن يبحثون لهم عن متعاطين وخاصة في الفترات الحرجة من العام الدراسي في أوقات الاختبارات والأيام التي تسبق الاجازات وبعدها حيث تقل الأعداد من الطلاب والطالبات وكذلك يكون خروجهم في أوقات متفاوتة بعيدًا عن مراقبة أولياء الأمور الذين يكونون في تلك الفترة في مقرات عملهم.
من أجل جيل واع مدرك خطورة المخدرات لابد من عقد الورش التدريبية والنقاشات الحرة وجلسات حوارية تسودها لغة العقل والمنطق بعيدًا عن التشنج أو فرض الرأي أو تقديم المعلومات بطريقة مملة لا تروق لجيل الشباب، النجاح الحقيقي في الوصول للشباب هو التحدث بلغتهم ومصاحبتهم والأخذ برأيهم ومشورتهم ومشاركتهم برامج التوعية بهذا الخطر القاتل المدمر للثروة الحقيقية في أي مجتمع وهم الشباب.
في حلقة مميزة من برنامج سين والذي أبدع فيها المتألق أحمد الشقيري تحدث عن تجربة فريدة لآيسلند نجحت بامتياز في معالجة مشكلة الإدمان على المخدرات فأصبحت نسبة الشباب المدمنين هي الأقل على مستوى العالم وفي أوروبا في حين فشلت أمريكا وغيرها من الدول والحل يكمن في استثمار أوقات الشباب والقضاء على الفراغ والاهتمام بالرياضة وتنمية الهوايات والمواهب وتذليل كل الصعوبات من أجل تحقيق أحلامهم.
أندية الحي التي استحدثتها وزارة التعليم منذ سنوات إحدى المبادرات الوطنية الناجحة لتبني المواهب الشابة وتوفير البيئة الآمنة لممارسة الرياضة وإيجاد الرغبة في الحياة ورسم خطط النجاح وتبني المواهب القيادية واستشعار الأمل في المستقبل بعيدًا عن الإحباط والتهميش والتقليل من أدوارهم في الحياة المجتمعية، المهم من يدير هذه الأندية لابد أن يكون قائدًا حكيمًا يضع خططًا متجددة لتشغيلها تستقطب الشباب وتلبي احتياجاتهم بعيدًا عن الملل والبرامج التقليدية التي تنفر ولا تجذب فلا تجد لها مرتادين ولا مقبلين عليها.
الرؤية الوطنية العملاقة تستهدف الشباب وترسم لهم مستقبلا مشرقًا وهم من سيكتبون المجد الحقيقي بأيد سعودية ولن يتحقق ذلك الا بجيل يدرك معنى وحقيقة الدور الأمني ومشاركة رجال الأمن في التصدي للأعداء الذين يريدون الفتك بعقول الشباب عن طريق المخدرات، المعادلة بسيطة للغاية عقل سليم خال من الكحول والمخدرات هو العقل الذي يعول عليه لصناعة المستقبل، تجربة واحدة كفيلة بالقضاء على حياة إنسان وخاصة تلك المخدرات المغشوشة والمصنعة والمدمرة وهي من مشتقات الامفيتامين أو ما يعرف أيضا بالشبو الذي يدمن من يتعاطاه من مرة واحدة وتأثيره مدمر للخلايا العصبية ومتعاطيه يفقد السيطرة على تصرفاته تمامًا ويتحول إلى قاتل وشخص لا يعرف من حوله.
الحرب على المخدرات واجب وطني واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة احترافية من قبل المروجين لابد من مواجهته بخطة محكمة وهجوم مضاد للتوعية بخطرهم والحذر كل الحذر من أماكن تجمع الشباب لشراء الدخان والمعسلات فكثير من المدخنين يقعون فريسة لمروجي المخدرات عن طريق الدخان والمعسل في لحظة غفلة قد يثق الإنسان فيمن يجالسهم، وإذ بهم يغدرون به فالحذر واجب وأغلى ما تملك يا إنسان عقلك وأنت مؤتمن عليه والمؤمن كيس فطن.
شكرًا رجال الأمن وشكرًا وزارة الداخلية ممثلة في رجال مكافحة المخدرات أنتم مصدر فخرنا وعزنا وكل دعواتنا لكم بأن يسدد الله خطاكم ونحن جميعًا على قلب رجل واحد نعمل معًا من أجل الحفاظ على أمننا والتصدي لكل من تسول له نفسه أن يحاربنا في شبابنا أو أن يتخذ من أرضنا المقدسة مرتعًا لسمومهم ومخدراتهم.. حفظ الله الوطن وقيادته وشعبه وزادنا وعيًا وتماسكًا ووحدة ولن يخذلنا الله ونحن معتصمون به فاللهم كن لنا عونًا ومعينًا وكن لجنودنا سندًا وحفظًا من بين يديهم ومن خلفهم.