كان مساء الخميس ٤ مايو ٢٠٢٣م يوماً مميزاً في مسيرة الفن الجميل والطرب الأصيل، أما لماذا؟ فهذا ما سأحدثكم عنه في السطور القادمة.
إنها ليلة الموجي تلك الليلة التي تجلت فيها بعض روائع الموجي على مسرح الفنان «أبو بكر سالم» في مدينة الرياض الحبيبة.
حين وصلتني الدعوة لحضور الحفل، طرت فرحاً وقلت: كيف أفوت مثل هذه الفرصة، إنها فرصة لذيذة لاسترجاع بعض ما ضخه الفنان «محمد الموجي» في عروق النصف الأخير من القرن العشرين.
إنها ليلة «أنا قلبي ليك ميال» و»للصبر حدود» و»اسأل روحك» و»قارئة الفنجان» و»رسالة من تحت الماء»... إلخ».
لن أتحدث هنا عن الحفل، فقد شاهدتموه عبر القنوات التلفازية الكثيرة، ولكن سأتحدث عن بعض الكواليس التي رأيتها.
أما من حيث تنظيم الحفل، فقد كان رائعاً بحضور شركة «برنش مارك» وبقيادة المايسترو أبو محمد الأستاذ الصديق «زكي حسنين» وفريقه الذي كان يقابلنا بابتسامة ويودعنا بحب، أما فيما يخص الصوتيات واللواقط وتوزيع مكبرات وتنظيم فقرات الحفل وصعود الفنانين والفنانات، فقد كان يشع بالرقي والترتيب والجمال.
لقد كان الحضور كثيفاً ومع ذلك كانت الانسيابية هي سيدة الموقف في حفل كان عنوانه النجاح.
في كواليس الحفل التقينا بعمالقة الموسيقى المصرية من أمثال «سليم سحاب ومجدي الحسيني ويحيى الموجي وممدوح الجبالي» وغيرهم من وجوه الفن في الوطن العربي، وكلهم كانوا يتحدثون بلغة واحدة وهي «إن الرياض هي من يصنع الجمال ويوثق الفن ويعيد للطرب الأصيل حضوره المشرق».
كنت بالحفل وبجانبي الروائي القدير «عبده خال» وتحدثنا طويلاً عن تلك القفزة التي حققتها هيئة الترفيه رغم صغر سنها، لقد أثبتت أنها تعرف كيف تنتقي الأسماء، وتعرف كيف تختار الحفلات ومتى تقيمها وأين، إن هيئة الترفيه تعيد صياغة الطرب الأصيل في الوطن العربي حسب توقيت مدينة الرياض، لتجعل من هذه العاصمة الحبيبة مقراً للإبداع والضياء والعطاء.
في تلك الحفلة حضر كل شيء.. حضر الجمال.. وحضرت الكلمة... وحضر النغم.. وحضر الترتيب... وحضرت الابتسامة التي كانت تعتلي الوجوه.. تلك الحفلة التي استمرت حتى مطلع الفجر حضرت كل محفزات الفرج والبهجة في عاصمة كل طرقها تؤدي إلى الجمال والبهاء والسرور والحبور.
نعم؛ لقد انتهت الحفلة في الساعة الثانية والنصف على أرض المسرح، ولكن؛ الحديث عنها لم ينته بعد، بل أكاد أقول: إنه بدأ الآن حين أسدل الستار عن وجوه الفنانين والفنانات وبقية الحفلة شامخة على جدار مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتناقلها نشطاء الحب ومحبو الطرب.
في اليوم التالي وبعد انتهاء الحفلة التقيت ببعض عمالقة الطرب والمهتمين بالنغم وأعضاء الفرقة الموسيقية، كان حديثهم عما حصل البارحة في أرض الرياض التي تزرع الجمال والمحبة والسلام والوئام في كل زاوية من زواياها.. و كأن الحفلة كانت حلماً رأيناه في المنام وبدأنا نقص تفاصيل الحلم على من نحب من أهلنا وأصحابنا وأحباب قلوبنا.
حسناً؛ ماذا بقي؟
بقي القول: شكراً لهيئة الترفيه ومنسوبيها وأخص بالذكر معالي المستشار «تركي آل الشيخ» على كل تلك الأعمال البديعة والرائعة التي يقومون بها من خلال ثلاث زوايا وهي:
1- تكريم المبدعين مثلما حصل مع #ليلة_صوت_الأرض و ليلة #روائع_الموجي وغيرهما..
2- تشجيع ودعم وتحفيز المواهب الفنية الشابة.
3- توثيق الفن الأصيل وإعادة أرشفة الأنغام المميزة المزروعة في أحشاء كل مدينة من مدن بلادي الحبيبة.