نظمت جامعة قطر، وبالتعاون مع قسم التثقيف الصحي بالهيئة الوطنية للصحة؛ لقاءً علمياً حول "سوء استخدام الأدوية"، والدور الذي ينبغي أن يُمارسه قسم التثقيف لزيادة الوعي الصحي في المجتمع.
أظهرت الحاجة الرغبة في الحديث عن الأدوية بصورةٍ عامة: مصادرها، تركيبها، والأهمية البالغة بأن لا تُستخدم إلا بإشراف طبي، ووفق الجرعة الموصوفة، بعدما لوحظ في بعض المجتمعات جرأةُ بعض الأفراد في نقل تجاربهم الشخصية في استخدام الدواء للآخرين، وقبول بعض الأطراف به كشيء مُسلّم به.
ومن المعلوم أن بعض الأدوية المتداولة لها أعراض سلبية يجهلها المستخدم لها، وبعضها لها نتائج سيئة نتيجة الإفراط في تناولها.
خذ على سبيل المثال لا الحصر، المُسكّنات كالبندول، فرغم أنه من المعلوم أنه عقار آمن، إلّا أن الجرعات الزائدة منه تصيب الكبد بالتليُّف لا قدّر الله، ويسري هذا الأمر على المُسكّنات المضادة للالتهابات.
وهناك إجماع من قبل المختصين بعدم أخذ أكثر من نوع من الأدوية في وقت واحد لتفادي الأعراض الجانبية لها، كالإصابة بقرحة المعدة، أو الأذى الذي يلحق بالكلى.
وقد لوحظ بين العديد من الأفراد إقدامهم على تناول المضادات الحيوية بدون وصفة طبية؛ كلما شعروا بأعراض معينة للتسريع بالشفاء، دون أن يعلموا أن هذه المضادات إذا أُسيء استخدامها تؤدي الى زيادة مقاومة البكتيريا لها داخل الجسم، وعدم الاستجابة لها مرة أخرى. كل ذلك وأكثر بسبب الاستعمال العشوائي لها.
بعض الأفراد يُقدمون على استعمال بعض الكريمات دون استشارة طبية، وربما يقنعون بما يردده بعض الباعة لهم.
من جانب آخر، فإن قلق وتوتر الحياة اليومي كما هو معلوم من أسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ. ويؤكد الاستشاريون في أمراض القلب والأوعية الدموية أن زيادة التوتر تقود الى زيادة نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، وكلاهما يؤدي الى نتائج غير محمودة.
وإحصائياً، فإن شخصاً واحداً من بين كل عشرين شخصاً يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وبعضهم لا يعرف أنه يعاني من ذلك الارتفاع، وأنه يحتاج إلى تلقي العلاج.
وفي كل الأحوال، فإن من المناسب قياس ضغط الدم لكل من تجاوز الثلاثين من العمر كل ستة أشهر، وبالذات في حالات زيادة الوزن، أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحدة.
من المعلوم كذلك أن الزيادة في الوزن تساهم في رفع مستوى الكوليسترول الضار، وإنقاص الوزن يساعد في خفضه، وبتقدُّم العُمر عند الرجال والنساء؛ يرتفع مستوى الكوليسترول لديهم، وبعد سن الخمسين يكون مستوى الكوليسترول الكلي أعلى في النساء منه في الرجال من نفس العمر، وبلوغ سن اليأس لدى النساء يؤدي الى ارتفاع مستوى الكوليسترول.
كما أن التطرق إلى الضغوط النفسية يفتح الباب على مصراعيه للتأثيرات التي تتركها على القلب والأوعية الدموية ومعدلات الكوليسترول، أما لو اقترن بالسكري -لا قدر الله- فالأمر يتطلب متابعة الفحوص الطبية والالتزام باستخدام الأدوية تحت إشراف طبي.
كل ذلك وغيره يؤكد مجدداً حاجتنا أكثر من أي وقت مضى إلى زيادة الوعي الصحي في المجتمع، ولا سيما ما يتعلق بسوء استخدام الأدوية، والله المستعان.