وتدور الأيام وتتعاقب الفصول ويحل على عالمنا العربي فصل الربيع لعام 2023 وقد عادت الحياة لتربة كوكبنا الأرضي مرتدية أجمل ثيابها مزدانة بأنفس الورود والزهور والرياحين مطلقة العنان لتشدو مع أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي المعروف بالبحتري (204 - 280هـ)؛ وهو أشهر الشعراء العرب في عصره أبياتًا من قصيدته العصماء هو فصل الربيع وفيها:
أتاك الربيع الطلق، يختال ضاحك
من الحسن، حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى
أوائل ورد كن بالأمس نوّما
نردد هذه الأبيات بحماس وتفاؤل من عودة سوريا إلى حضن أمتها العربية بعد ما يزيد عن عشر سنوات من الجفاء كان النظام الحاكم فيها يتقلب بين أحضان الأنظمة الطائفية، وبحكمة القادة العرب وجهدهم الدؤوب يجري العمل واللقاءات وتبادل الزيارات الرسمية من أجل إعادة سوريا إلى حاضنتها العربية، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجهد ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تهيأت الظروف لإنهاء المقاطعة العربية لسوريا وإعادة مقعدها في الجامعة العربية على سياسة خطوة بخطوة والبداية استعادة الشعب السوري حقه في المشاركة في الحكم بداية لإعادة إعمار ما دمرته المجابهات الطائفية والعسكرية بين النظام والمقاومة، ودعيت سوريا للمشاركة في قمة تستضيفها الرياض وأهم ما في جدول أعمالها تمويل الإعمار في سوريا وهذه عملية مكلفة تتطلب العون والمساعدة المالية والفنية والتقنية من الجميع ممن يهمهم الأمن والاستقرار في قلب العالم ومصدر موارده الأساسية، وتستند المملكة من دعوتها لهذا المؤتمر الى قوله تعالى في محكم التنزيل: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).