كان لي موعد مع الفحص الدوري للسيارات، ذلك المكان الذي وجدت فيه أبناءنا وبناتنا هم الذين يعملون فيه بحبٍّ، وهم الذين يُديرونه بإخلاص، وهم الذين يُشعرونك بأنك في عيونهم، وأن سلامتك هي غايتهم، ولأن الوطن هو أهم ما يهم المواطن الصادق، والكاتب النظيف، الذي يفرح حين يرى أبناءه وبناته هم الذين يحملون وطنهم فوق رؤوسهم، ويعملون بمسؤولية، ويتوحَّدون كلهم معه في كل شيء، لأنهم يُؤمنون أن كل شيء يؤدي إلى الوطن، والحقيقة أن تلك اللوحة الوطنية التي شاهدتها، بدءاً بالموعد في مسار سالك، وانتهاءً بالوصول إلى مسارات الفحص والخروج منها إلى سعادة مدير الفحص، المهندس حسين الغامدي، وروحه المملوءة بحيوية الإنسان، والإحسان للإنسان، وكلهم حسين، وكلهم قمة في الرقي والالتزام، تلك الصورة كانت محل فخري وتقديري، الذي أتمنى أن أراها فوق أرضي، وأن أرى المواطن يعمل في كل دائرة حكومية، وكل مؤسسة وطنية..
تلك الوجوه الشابة تحمل رسالة هامة للآتي.. هي: أن السعوديين هم الأجدر بالمكان، وهم القادرون على إدارة المستقبل، وهم الذين يؤمنون بقيمة الوطن والمواطن، و(لا) دليل على النجاح أكثر من أن تذهب في زمنٍ محدد، ووقتٍ محدد، وتجد كل شيء يأتي إليك في يسر، ويُخاطبك بلغة ليس فيها سوى حسن الأداء، والذي كلنا يتمنى أن نجده في كل مكان، وهو الذي نُريده يكون لنا ولبناتنا وأبنائنا فيه مكان، وأقولها وبكل أمانة: إن (لا) أحد يُحب الوطن أكثر من أبنائه وبناته أبداً أبداً..
(خاتمة الهمزة).. سوف أكتب عن توطين الوظائف في المستشفيات الخاصة، والتي ما تزال -وبكل أسف- مسكونة بغير السعوديين، مع أن بناتنا وأبناءنا خريجون متخصصون، وينتظرون الفرصة، وهو ما سوف أتناوله في المقال القادم بإذن الله..
وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
