ترتفع هذه الأيام أعلام الدول العربية براقة في سماء مدينة جدة مقربة إلى الأذهان ما كانت عليه جامعة الدول العربية من تضامن في سنوات مضت وكثيرًا ما نفرح بذلك لأن فيه معنى تجديد معاني الأخوة والصداقة وحق الجيرة والتلاحم العربي، فبارك الله بهذه الهمة السعودية التي تولى صناعتها والقيام على إيجادها قيادة تتصف بالمبادرة لجمع الصف العربي.
والمتمعن في مضمون هذه القمة تسعد نفسه لما فيها من أهداف إستراتيجية أحوج ما تكون المنطقة العربية لها في هذه الأيام، فالسودان الذي أحرقته نيران العبث العسكري بين أبنائه تحتاج فيه القمة العربية بأخذ خطوات لحل أزمته ودعم الخطوة التي اتخذتها السعودية في تقارب وجهات النظر بين المتنازعين السودانيين، وأزمة اليمن والحرب اليمنية وتنازع شماله مع جنوبه سيكون لها نصيب الأسد في الطرح العربي والمناقشة، وكذلك ما له علاقة بالشأن الليبي وفض معترك التنازع السياسي والعسكري وتصفية الأجواء اللبنانية الملوثة بعدم الاستقرار السياسي والتدهور الاقتصادي، وليس ببعيد أن تفتح في القمة الهمة السعودية للنواحي الاقتصادية ووضع حلول عملية اقتصادية واستثمارية لدول المنطقة كما سيتبع ذلك ملفات دول الجوار للدول العربية الأفريقية منها والآسيوية ودراسة ملف العلاقات مع العديد من الدول وتطويرها خاصة مع كل من إيران وتركيا وبقية الدول الإسلامية منها والعالمية ذات الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي.
إن قمة جدة العربية تتصف بالهمة السعودية التي تحمل أملاً كبيرًا لتوحيد المواقف العربية الداعمة للجهود السعودية لكل الأزمات والصراعات في اليمن والسودان وليبيا ولبنان وسوريا وكل ما استجد في الشأن العربي بالإضافة إلى الهمة السعودية في النواحي الاقتصادية لدول المنطقة وتحرير المنطقة مما اتسمت به من التردي الاقتصادي وتحريك الشأن الاستثماري من خلال القضاء على الخلافات ونشر كل معاني السلام والأمان في كل دول المنطقة مما يبشر بإذن الله بمستقبل عربي أكثر تلاحمًا وسيادة وإمنًا وإمانًا لتزهر فيه الحياة بكل معاني الأمل وتعيش شعوب المنطقة بمزيد من الاستقرار فبوركت جهود هذه الهمة السعودية للم شمل الأمة العربية وإنارة طريقها بما يحقق لها السعادة ولشعوبها الأمن والأمان.