* طبعا وبالتأكيد هناك طائفة كبيرة من شبابنا نفخر بهم ونعتز جدا بعطاءاتهم في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم، ولاسيما في الميدان الاجتماعي والتطوعي؛ وهذه الزاوية كان لها الشرف بالتعريف بالكثير من المبادرات والفرق والبرامج الخيرية والتطوعية؛ التي قام ويقوم بها نخبة من أبناء هذا الوطن.
****
* ولكن هناك فئة -نرجو أن تكون قليلة- استولت عليها الحياة المدنية، وبعض مظاهر الرفاهية، ولذا بدت تمارس الميوعة في لباسها وفي مظهرها وقصات شعرها، بل وحتى في أسلوب كلامها، فأصبحنا للأسف نصادف أحيانا رجالا هم أقرب إلى جنس النساء، هذا في جانب لباسهم وتعاملاتهم ولغة خطابهم، أما في تفاصيل حياتهم اليومية؛ فغالب أوقاتهم إما تسكُّعٌ في الحدائق والطرقات والأسواق التجارية، أو اعتكاف على الإنترنت ومواقع التواصل الحديثة في متابعة التافهين وبثوثهم، وكذا السجال والتراشق حول قضايا هامشية!.
****
* ولأن الوطن في رؤيته الطموحة وبحثا عن مستقلبه المشرق الذي رسمه قادته -حفظهم الله تعالى- يحتاج لحضور وجهود كل أبنائه، لابد من دراسة أوضاع تلك الفئة، ومن ثم وضع حلول لمعالجتها من ذلك الداء وتلك السلوكيات؛ وما أجزم به أن الخطب والمواعظ والبرامج التوعوية لن تجدي نفعا؛ فما أراه أن الدواء الناجح إنما هو في (التجنيد العسكري).
****
* صدقوني معطيات الواقع وتحدياته وحال أولئك الشباب تنادي بـ(دراسة ذلك الملف)؛ فإذا كان (التجنيد العسكري) إجباريًا في بعض الدول؛ فإنه يمكن أن يكون عندنا في البداية اختياريًا؛ بحيث تكون هناك محفزات للشباب للدخول فيه كأولوية القبول في الكليات العسكرية، والجامعات، وكذا في الوظائف، بحيث تكون لمن اجتاز مرحلة (التدريب العسكري) نقاط إضافية تعزز من ملفه وخبراته عند التقديم.
****
* فالدورات العسكرية المكثفة، قادرة بامتياز على منح الشباب خبرات ومهارات ذهنية وبدنية، كما ستزرع فيهم صفات الجدية والانضباط، واستثمار أعمارهم بما ينفعهم ويخدم مجتمعهم، كما أنها ستقوي من عزيمتهم، ومن قدراتهم في تحمل المسؤولية، وسترفع من حسهم الوطني؛ وستكون كذلك عاملاً مساعدًا في إبعادهم عن الإرهاب والأفكار المتطرفة، وكذا الممارسات غير الأخلاقية.
****
* أخيراً، الإجازة الصيفية الطويلة غير بعيدة؛ فيمكن استثمارها في إقامة مثل تلك البرامج، فالتحاق الشباب بها، أولى من سهرهم وتسكعهم في الطرقات وبين المقاهي، أو ضياع أوقاتهم في مطاردة مواقع التواصل الحديثة؛ فهلا أعلنت البداية؟.. هذا ما أرجوه، وسلامتكم.