الأخطاء المطبعية في الصحف لها تبعاتها السلبية، فهي لا تفسد المعنى وتغيره فقط، ولكنها قد تثير أزمات، لا يمكن تجاوزها بدون أن يكون لبعضها أثر طريف، التالي من أشهر الأخطاء المطبعية التي مرت خلال القرن الحالي:
- نشرت إحدى الصحف إعلاناً لإحدى الشركات موجهاً لعملائها كانت بدايته كالتالي: «تلعن الشركة عملائها الكرام» بدلاً من تُعلن الشركة لعملائها الكرام!
- صحيفة الأخبار المصرية وقعت في خطأ مطبعي عام 1960، أدى لمحاصرة قوات الأمن لمقرها.. وترجع خلفية هذا الخطأ أنه كان هناك سفاح شغل الرأي العام المصري، وفي اليوم الذي غادر فيه الرئيس عبدالناصر متوجهاً إلى باكستان كانت نهاية السفاح على يد البوليس المصري.. وكان المفروض أن يكون عنوان الصحيفة «مصرع السفاح» ثم خط فاصل وأسفل منه «عبدالناصر في باكستان».. غير أن مخرج الصحيفة نسي إضافة الخط الفاصل فجاء العنوان بهذا الشكل «مصرع السفاح عبدالناصر في باكستان»!
- ولم يسلم المشير عبدالحكيم عامر أيضاً من الأخطاء المطبعية، فقد نشر خبراً مفاده: «إن المشير عامر انتقل بعد المناورة إلى تل ابيب».. والصحيح يقول: «إن المشير عامر انتقل بعد المناورة إلى تل قريب».
- في مقابلة نشرتها صحيفة عربية مع الرئيس المصري أنور السادات الذي كان يحب أن يطلق عليه الرئيس المؤمن، جاء في عنوانها خطأ مطبعي تم بسببه إحالة رئيس التحرير إلى التحقيق، العنوان كالتالي: «الرئيس المدمن» وأصله «الرئيس المؤمن»!.
- ونشرت صحيفة الأهرام المصرية في أحد الأيام مقالاً تشيد فيه بالشيخ الخضري -أحد مشايخ الأزهر- وعنوان المقال: «الصحيفة تثني على عمة الشيخ الخضري الكبيرة».. فيما كان الصحيح يقول: «الصحيفة تثني على همة الشيخ الخضري الكبيرة».
- ومن هفوات صحيفة الأهرام عنوان مضمونه: «الأهرام تطالب بتجريد ثياب القضاة».. وفي اليوم التالي وبعد تلقي رسالة عتب ولوم تم إصلاح العنوان: «الأهرام تطالب بتجديد شباب القضاة».
- وقد يؤدي سوء الفهم أحياناً إلى إحداث بلبلة وهرج ومرج داخل أفراد المجتمع، حيث كتب أحد المراسلين الصحفيين يصف أحد الحوادث المرورية في إحدى المدن تسببت في سقوط جندي من على دراجته النارية قائلاً: «انقلاب عسكري» وهو ما فسر على أنه انقلاب عسكري على السلطة.
- وفي خبر لأحد الصحف المصرية عن الوزيرة المصرية حكمت أبو زيد التي تفقدت أحوال الريف، كتبت إحدى الصحف عنوانًا: «حكمت أبو زيد تتبول في الريف»..! وغضبت الوزيرة، وكان العنوان الصحيح: «حكمت أبو زيد تتجول في الريف».
- وكان من نصيب وزير الأوقاف المصري في السبعينيات عنوان شائك: «عورة وزير الأوقاف».. والصحيح: «عودة وزير الأوقاف».. وذلك عندما عاد للبلاد بعد جولة خارجية وأرادت الصحيفة أن تحتفي به ولكن الخطأ دمر الاحتفال.
ولعل أكثر الأخطاء الصحفية فائدة حين توفى شقيق ألفرد نوبل مخترع الديناميت، فكتبت الصحف أسوأ الصفات عن الفقيد ظناً منها أنه مخترع الديناميت، وبعد أن قرأ نوبل ذلك تبرع بكامل ثروته في تقديم جوائز لمن يقدمون إسهامات مميزة للإنسانية فكانت جائزة نوبل.