السعودية اليوم تحلق بإنجازاتها الوطنية في الفضاء الخارجي، حدث يكتبه التاريخ بطموح يعانق السحاب نترجم من خلاله أحلامنا لحقائق يشهدها العالم بكل انبهار، كلمات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خلدت لتتردد بيننا وفي كل وسائل الإعلام حين قال: (كل عناصر النجاح موجودة لخلق شيء عظيم وشيء جديد وأهم عنصر لدينا هو الشعب السعودي، بكم ستكون المملكة دولة كبرى نفخر بها جميعا).. نعم نحن نشهد حراكًا متسارعًا نسابق به الزمان ونخط في سجلات التاريخ البشري منجزات نوعية تليق بقدر ومكانة المملكة قيادة وشعبًا.
على متن المركبة الفضائية دارجون 2 انطلق رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية وعربية وعلي القرني أول رائد فضاء سعودي يتجه لمحطة دولية للمشاركة في إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى.
جاهزية عالية لرائدي الفضاء وثقة في قدرتهما على تأدية المهمة بكفاءة عالية وهما مصدر إلهام كبير للشباب السعودي، وفي لفتة من قائد ملهم عراب الرؤية وقدوة الشباب السعودي سمو ولي العهد يستقبلهما ويقدم لهما كل الدعم النفسي والمعنوي باسم خادم الحرمين الشريفين وباسم كل مواطن سعودي خفق قلبه فرحًا وسرورًا بهذا الإنجاز العلمي في ريادة الفضاء.
مستشفى الملك فيصل التخصصي اسم بارز في سماء الوطن منذ سنوات طويلة ونحن نشيد بمكانته وتميز كوادره الطبية وهاهو اليوم يقود مركز الأبحاث بأربع تجارب بحثية في علوم الخلية في الفضاء، بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، وذلك ضمن رحلة رائدي الفضاء السعوديين إلى المحطة الدولية في رحلة علمية تمثل حدثًا تاريخيًا للمملكة وتدشن مرحلة جديدة للسعودية في مجال الفضاء.
تتضمن التجارب الأربع اختبارًا لاستجابة الخلايا المناعية للالتهاب في الفضاء، ورصدًا لنشاط آلاف الجينات في الخلايا المناعية المتعرضة للالتهاب مع مرور الوقت، إضافة إلى رصد التغييرات الناتجة في عمر الحمض الريبونووي المراسل بين الفضاء والأرض، ومحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي باستخدام نموذج خلايا مناعية.
وهذه التجارب والبرامج المتخصصة ضمن أهم برامج الإستراتيجية الوطنية للفضاء، والمعتمدة من المجلس الأعلى للفضاء، برئاسة سمو ولي العهد الذي يمثل بقيادته الحكيمة أيقونة حقيقية للنجاح في الخطط والتنفيذ على أرض الواقع بمعايير ومؤشرات أداء عالية وفق منهجية تميز مؤسسي تستخدم لغة الأرقام بدقة متناهية وبمتابعة حثيثة لكل الأهداف المرسومة وتوثيق ما يتم بشأن الخطوات المؤدية لتحقيق الهدف.
الخطة المعتمدة هدفت في مرحلتها الأولى إلى إرسال رائدي فضاء رجل وامرأة ضمن رحلة مأهولة الى محطة الفضاء الدولية على ارتفاع ما يقارب 420 كلم فوق سطح الأرض لمدة 12 يومًا.
من المتوقع أن تسهم نتائج هذه التجارب في فهم أفضل لصحة الانسان خلال وجوده في الفضاء، وتكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في كل من الفضاء والأرض معًا.
هذه الأبحاث والمشاركة السعودية تعد علامة فارقة وستعزز نتائجها مكانة المملكة العربية السعودية عالميًا في مجال استكشاف الفضاء وخدمة البشرية، وتؤكد دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير علمي في هذا المجال، إضافة إلى إجراء ثلاث تجارب تعليمية توعوية ليسجل التاريخ بمداد من الفخر والاعتزاز اسم مستشفى الملك فيصل التخصصي كمنارة علمية ومركز الأبحاث فيه من بين المستشفيات والمراكز الأبرز عالميًا في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وقد صنف مؤخرًا في المركز الـ20 في قائمة أفضل المؤسسات للرعاية الصحية في العالم لعام 2023م، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وذلك حسب تصنيف براند فايتانس.