* (رياضتنا)، ولاسيما (كرة القدم) تحظى بدعم لا محدود من قيادتنا الرشيدة، حيث تُخصص لأنديتها الميزانيات الكبيرة، ولها يُستقطب النجوم العالميون؛ وكل ذلك بحثاً عن الاستثمارات المستقبلية في هذا القطاع؛ وسعياً لأن تكون (بطولاتنا) إحدى أدوات القوة الناعمة التي تسلط الضوء عالمياً على (بلادنا) تاريخها وثقافتها وتطورها.
*****
* ولكن الواقع يؤكد أن الأحداث الأهم في (رياضتنا) -للأسف الشديد- بعيدة تماماً عن الملاعب، ونبضها، وتحركات لاعبيها وفنياتهم؛ فالعناوين الرئيسة لها أصبحت وأمست خارجها؛ فهناك نظريات المؤامرة المتبادلة بين مسؤولي بعض الأندية، وإعلامييها، وبالتّبعية جماهيرها؛ يعقب ذلك التشكيك باللجان المختلفة، والأخطر قذائف السبَّ والشَّتم والاتهامات التي وصلت حدّ الخوض في الأخلاقيات والانتماء الوطني، وترديد العبارات العنصرية المقيتة التي تُنطق بها مواقع التواصل!
*****
* ذلك الواقع المأساوي لـ(جوانب من ساحتنا الرياضية) صنعه (طائفة من مسؤولي الأندية وفريق من أعضائها الذهبيين)، أولئك الذين يملكون المال (فقط)، فأرادوا إثبات الذات والوصول للشهرة عبر الكرة؛ فهدفهم الأسمى البقاء الدائم تحت مجهر الإعلام، وكذا تصفية الحسابات الشخصية مع المنافسين جاهاً أو مالاً مهما كانت الوسائل، أما الرياضة وأخلاقياتها فآخر اهتماماتهم!!
*****
* ثمَّ (مع التقدير طبعاً وبالتأكيد للشرفاء وما أكثرهم) هناك (جماعة من الصحفيين المرتزقة)، الذين تقاريرهم وكتاباتهم إنما هي سلاح لأولئك الذي يعيشون على شرهاتهم وفتات موائدهم؛ وبالتالي فهم مجرد أبواق لمدح هذا أو أَلْسِنِةٌ لذمّ ذاك حسب الأوامر؛ ولا ننسى بعض برامج (التّوك شو الرياضية) التي تزعم الحياد ونشر الفضيلة؛ بينما حقيقتها أنها تقتات كل ليلة على تأجيج الصراعات طلباً للمتابعة والمزيد من الإعلانات!!
*****
* وهنا وقد انتهى الموسم الرياضي، وطويت صحائفه بكل ما فيها، واستعداداً لمواسم قادمة أجمل وأطهر؛ هذه دعوة لتنقية ميادينها من أولئك الدخلاء الذين تسللوا إليها فأفسدوها، مع التطبيق الحازم للعقوبات الصارمة التي لا تمنع الحريات، لكنها تضرب بيدٍ من حديد على التجاوزات (أياً كان مرتكبها)؛ فقد بلغ السيل الزبى!!
*****
* صدقوني حينها -بإذن الله- ستتحقّـق الأهداف النبيلة من ذلك الدعم الحكومي الكبير لـ(الأندية)، وقبل ذلك أن تصبح (بطولاتنا الرياضية) منابر لزراعة الأخلاق الحميدة، والتأكيد على المنافسة الشريفة، وطاردة للتعصب وغارسيه؛ وسلامتكم.