خدمة الضيف هدف إستراتيجي؛ ومن هذا الهدف ينطلق عمل رئاسة الحرمين الشريفين، وها هو معالي رئيس شؤون الحرمين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس يعلن عن أكبر خطة تشغيلية لموسم حج عام 1444هـ بعد عودة موسم الحج لكامل طاقته من خلال أنسنة الخدمات وتعظيم مكامن القوة وتعزيز الجودة والريادة والرقمنة لاستقبال الحشود المليونية المتوقعة لأداء مناسك الحج.. خطة تعد الأضخم والأكبر في تاريخ الرئاسة وتركز على تحقيق أهداف استراتيجية تنطلق من رؤية 2030 المباركة والتي تعنى بتمكين القاصدين وتهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة والآمنة والصحية لهم في الحرمين الشريفين.
وستبقى كلمات الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده تتردد بكل حب وامتنان من قبل كل المسلمين الذين يستشعرون حقيقة وقيمة العمل المبذول من قبل قيادات شؤون الحرمين وتحملهم لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وهم يجددون في كل موسم عهدهم مع الله لخدمة ضيوف الرحمن، ولكل هذا الدعم الكبير الذي تناله الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين الملاحظ والمشهود مؤكدًا دومًا على حرص الدولة رعاها الله على تكاتف وتناغم مع شؤون الحرمين وكل القطاعات الأمنية والحكومية والتطوعية لتقديم عمل احترافي يكون نبراسًا يحتذى به بين الأمم.
خطة الرئاسة لشؤون الحرمين لموسم الحج انطلقت من عدة مخرجات رئيسة منها تحقيق الريادة في جودة الخدمات واستدامتها على مدار الساعة، وروعي في إعدادها التنوع الثقافي والمعرفي لقاصدي بيت الله الحرام، الذي جعله الله مباركًا وهدى للعالمين، ورسالته ينبغي أن تصل للمسلمين في شتى أنحاء العالم باختلاف مشاربهم ولغاتهم وثقافتهم.
وركزت الخطة المعلن عنها من قبل شؤون الحرمين على التكامل والترابط والتناغم مع مختلف الجهات ذات العلاقة في تعاضد وتكاتف بناء مثمر فضلا عن تطبيق أعلى معايير الوقاية البيئية في خدماتها المقدمة في الحرمين الشريفين حرصًا على سلامة الحجاج مع الحرص على انسيابية الحركة وتدفق الحشود من وإلى الحرمين الشريفين وإعطاء الأولوية لرقمنة خدماتها.
في نفس توقيت الإعلان عن الخطة التشغيلية الأكبر لموسم الحج لهذا العام يجري الإعداد لتنفيذ ورشة عمل تدور في فلك تطوير منظومة الخدمات في الأقسام النسائية بالمسجد النبوي بقيادة مساعد الرئيس العام للشؤون النسائية بالمسجد النبوي الدكتورة فاطمة التويجري وإدارة فرق عمل وطنية تسعى من أجل تجويد وتحسين وتطوير الأداء في العمل الذي نتشرف به قيادة وشعبًا ليستشعر ضيف الرحمن معاني خدمة الحرمين الشريفين بكفاءة عالية وباهتمام منقطع النظير من قبل القيادة الحكيمة.
من تكتب هذه الكلمات من أهل المدينة ومنذ طفولتي المبكرة وكنت وما زلت من رواد الحرم النبوي الشريف واستطيع توثيق التطور في الخدمات المقدمة لضيوف وزوار الحرم بما شاهدته بعيني وما لاحظته وعاينته وعشته في أروقة الحرم ومع ضيوف الرحمن، في كل وقت وفي كل زمان وفي كل عهد مر وعهد مستمر نحن شهداء الله في أرضه، لنا في كل يوم قصة نجاح جديدة وسعي حثيث لتقديم معايير التميز والجودة والإتقان ايمانًا منا بأن التطوير لا حدود له والطموحات التي تعانق السحاب والرؤية الوطنية الطموحة زرعت في قلوبنا همة عالية تبحث عن الجودة والريادة والتميز في الأداء.
ورشة عمل وحلقات نقاش حوارية بعنوان (تطوير منظومة الخدمات المقدمة في الأقسام النسائية بالمسجد النبوي) وللعام الثاني على التوالي تدار بكفاءات وطنية وتستقطب القيادات النسائية في كل القطاعات الأمنية والتعليمية والصحية والتطوعية من أجل طرح محاور تعنى بأخذ الآراء عن الواقع الذي نعيشه بعد استعراض لحقيقة العمل المبذول والجهد المضاعف وبلغة الأرقام التي ترصد ما كنا عليه قبل عام وما نحن عليه اليوم وتلك منهجية علمية متبعة في العمل المؤسسي القائم على معايير دقيقة وفق مؤشرات أداء محكمة ليكون عبر بوابتها الانطلاق نحو رؤية استشرافية مستقبلية نتطلع فيها قيادة وشعبًا لمزيد من الابداع في الأفكار الملهمة لتجويد وتحسين الأداء والاستماع لصوت المستفيد من الداخل والخارج وكل من يرتاد الحرمين الشريفين من المواطنين والمقيمين والزوار هناك من يستمع لآرائهم وتطلعاتهم وأحلامهم لتكون واقعًا مشهودًا لأننا نمتلك الإمكانات والقدرات ونؤمن بأهمية العمل الاحترافي الذي تنال فيه المشورة والأخذ بالرأي الرشيد من أجل التطوير فالغايات والأهداف والخطط الإستراتيجية المكتوبة بدقة وإيمان عميق بأهميتها سوف تكون واقعًا حقيقيًا ترصده الأعين وتوثقه السجلات عبر التاريخ لتكون المملكة العربية السعودية كما هي عادتها دومًا هي الأجدر والأقدر على الريادة في جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن مما تجعل العالم منبهرًا بكل مشهد تنقله وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية وتوثقه للأجيال ولكل من يعيش على كوكب الأرض.. زاد الله وطني عزًا ومجدًا وفخرًا وقدرة وكفاءة عالية واستثمارًا لقدراته وإمكاناته لخدمة الحرمين الشريفين وتسطير منجزاتنا بمداد الفخر والاعتزاز بهذه المهمة الغالية على قلوبنا جميعًا.