فن الكلام صنعة يتقنه القليلون، وهذا يعني أن كل متكلم أو ناطق له مقدار ونسبة في فن الكلمة، وطريقة إخراجها وكذلك في الوقت المناسب لها، وهذا الأمر يميز مهارة الأشخاص عن الآخرين في التحدث بكل أنواعه المتعارف عليها، وعادة ما تكون لغة الحوار هي مصدر الخبرة والمهارة والاتقان، إضافة إلى الثقافة والمعرفة الشخصية لكل منا.
كيف نتقن فن الرد الذكي المناسب في التوقيت المناسب، وخصوصاً إذا كان المتحدث من النوع المستفز أو المحرج لمن أمامه، هل نصمت ونتجنب ونبتعد، أم نرد رداً متواضعاً، أم نرد بوضع حد وإسكات، أو يتجاوز الرد لأبعد من المحتمل، وكيف نسيطر على الوضع دون أن نفقد توازننا في الرد، وتكون الخسارة أكبر من المكسب بكثير.
الهدوء أولاً، القاعدة الأولى من قواعد الرد الذكي والفعال أن تحافظ على أقصى درجة من الهدوء بمواجهة الشخص المستفز، أو السلوك والكلام المزعج. يساعدك الهدوء على انتقاء رد مناسب من جهة، كما يعتبر هدوؤك بمواجهة الإساءة بحد ذاته رداً على المسيء، الذي يتوقع منك أن تثور وتتوتر وترتبك.
التركيز على لغة الجسد، تلعب لغة الجسد دوراً كبيراً في الرد على الآخرين ردّاً مفحماً ومسكتاً، فحتى إن كانت كلماتك قاسية وقوية، لكن نظرة عينك ضعيفة ونبرة صوتك خجولة، يستقبل الآخرون رسائل لغة الجسد أكثر من الرسائل اللفظية، ويشعرون أنك مرتبك ولا تعني ما تقول، لذلك عليك أن تبدأ الرد بلغة الجسد، من خلال تركيز نظرك مباشرة بعيني الشخص، واستخدام نبرة صوت عميقة وهادئة، لكنها حازمة وجادّة.
الرد بقوة وحزم، على الرغم أن السخرية تعتبر من فنون الرد على الآخرين، لكنني أرى أن السخرية تنتمي للردود الدبلوماسية، أما إن كانت العلاقة سطحية، أو كانت الإساءة مزعجة وغير مقبولة، فالردود القوية والحازمة هي الأنسب.
سيطر على الحركة، في كثير من الأحيان نفقد السيطرة على الحركة عندما نتعرض للاستفزاز، جزء أساسي من الرد أن تسيطر على حركتك، لا تقف ولا تضرب على الطاولة، ولا تتحرك بسرعة أو تكثر من الإشارة بيدك.
الرد بدون كلام، من فنون الرد على الآخرين أن ترد عليهم دون استخدام اللغة، نظرة ازدراء بطرف العين، ثم اشغل نفسك بموضوع آخر وكأن شيئاً لم يكن.
الرد الدبلوماسي، هو تجنب الصدام والمواجهة، والهروب من المواقف المحرجة، وإسكات شخصٍ ما دون أن تحصل مشادة أو سجال أو ترتفع نبرة الصوت، ودون أن نتجاهل الموضوع أيضاً، وأهم قواعد الرد الدبلوماسي على الآخرين: الرد الساخر، واستخدام الأمثلة الشعبية، والتمسك بالتفاصيل.
(عندما تكون على حق تستطيع أن تتحكم في أعصابك، أما إذا كنت مخطئاً، فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك).