هل الإنسان يسعى في هذه الحياة من أجل العطاء والإنتاج أم أنه يسخر وقته لخدمة جسده وشهواته من أجل تعديل خوارزميات «المود والمزاج».!؟
تأملوا الحالة التالية:
تستيقظ الفتاة في الصباح أو يستيقظ الفتى، فيذهب إلى دورة المياه قائلاً: «أريد أن آخذ حماماً بارداً حتى أجدد نشاطي».!
وبعد هذا التجديد ماذا يحدث؟
يتجه هذا المستيقظ أو هذه المستيقظة ويشتري كوباً من القهوة غالي الثمن حتى يعدّل مزاجه، قائلاً:
«هذه القهوة من أجل تعديل المزاج».!
وماذا يحدث بعد ذلك؟
يسمع أغنية للفنانة فيروز قائلاً: «الموسيقى الفيروزية تنقلني من صخب الحياة الروتينية إلى عوالم الفن والموسيقى الإبداعية».
ثم ماذا يفعل بعد ذلك؟
يشتري قطعة من الكيك أو الشوكولاتة قائلاً: «هذه القطعة من أجل تجديد الطاقة والحيوية».!
وماذا يحدث بعد ذلك؟
يشتري كوباً من الشاي الفاخر قائلاً: «هذا الشاي هو الذي ينعشني».
وماذا يحدث بعد ذلك؟
يسمع موسيقى هادئة قائلاً: «هذه الموسيقى هي التي تعدّل الرأس».
يتواصل هذا المسلسل في بياض اليوم وأقصد به بدايته ولكن؛ ماذا يحدث إذا حل المساء.؟
إن هذه الفتاة أو هذا الفتى ينطلقان في رحلة جديدة.. فإذا حل العصر يشتري هذا المستيقظ كوباً كبيراً من اللاتيه قائلاً: «هذا اللاتيه هو الذي يضبط مودي».!
أما إذا جاء المغرب فإن هذا الفتى المستيقظ يذهب إلى المقهى قائلاً:
«هذا المقهى يجعلني أغير جو».!
وبعد العشاء يذهب هذا المستيقظ إلى الاستراحة ويزور أصدقاءه قائلاً:
«أذهب إلى الاستراحة كل يوم حتى أوسع صدري».!
ثم ماذا بعد ذلك؟
يذهب للبحر ويمشي حافياً لمدة نصف ساعة ويقول: «المشي على البحر يسحب الطاقة السلبيه».!
وأخيراً يذهب لغرفته متأبطًا رواية لباولو كويلو أو عبده خال، قائلا قراءة الروايات تريح أعصابي.!
حسناً ماذا بقي:
بقي القول: دعوني أطرح هنا بعض الأسئلة:
أولاً: هل الإنسان في هذه الحياة يسعى إلى الإنتاج، أم إلى تعديل المزاج؟
ثانياً: هل هذا الشخص الذي يسعى إلى تعمير مزاجه، يعطى قدرًا كبيرًا من الإنتاج يوازي ما صرفه في بناء المزاج؟
ثالثاً: وهو الأهم، هل أولئك الذين يسعون لتعمير أمزجتهم وتعديلها ورفعها هم من يتحكمون فيها، أم أن أمزجتهم مع الأسف، هي التي تتحكم بهم وتقودهم إلى حيث تريد لا إلى حيث يريدون..!؟