- الاكتئاب مرضٌ قد يصيب المؤمن وغير المؤمن، والمُسلم والكافر، وليس للإصابة به عَلاقة بضعفِ الإيمان أو البُعدِ عن الله.. أسبابُه وعوامله وأعراضُه ومضاعفاتُه يعلمها أهل الاختصاصِ في الطب، وعلاجاتُه مُتوفّرة وفعّالة وبأقلّ قدْرٍ من الآثار الجانبية.. كما أنّ الإصابةَ به لا عَلاقة لها بمسّ جنّ أو شيطانٍ أو الإصابةِ بالعيْن.
- انتشارُ مقاطع مصوّرةٍ لغيرِ المُتخصّصين وبعض المُصابين باضطرابات المِزاج والقلق في وسائلِ التّواصلِ الاجتماعي، وتفاعلُ الناس معها بتعليقاتٍ سطحيّة ونصائح ساذجة.. تُشوّش على الحقائق، وتضرّ أكثر ممّا تنفع، ومن غير المُجدي مُحاولة علاجِ الاكتئابِ بمُغامراتِ مُتصدّري تطويرِ الذّات والطّاقة وغيرها. فالاكتئابُ تجربةٌ فردية، وأعراضه ومضاعفاتهُ وطُرق علاجِه تختلفُ من شخصٍ لآخر، وليس له وصفةٌ نفسيّة أو دوائيةٌ مُوحّدة تفيدُ جميع المُصابين به.
- النُّوم الجيّد ضرورةٌ للتشافي من الأزمات النّفسية.. سألتُ أحدَ النّاجين من مرض الاكتئاب: كيف تجاوزْتَ اضطراباتَك النفسية الحادّة؟!.. فأجابَني: لن أكون مُدّعيًا فأقولَ إنني سافرتُ أو قرأتُ القرآن أو استمعتُ للموسيقى أو مارستُ الرياضة.. كلّا.. لقد تناولتُ مُضادات الاكتئابِ من طبيبي المُختص بصورةٍ مُنتظمة.. ونمت.. نمتُ كثيراً يا صديقي!.
- عموماً، قد تُفيد مُمارسةُ الأنشطة الرّوحانية والتعبّد، والتمارينُ الرّياضية والخضوعُ للعلاج السُّلوكي المَعرفي، وتمارينُ الاسترخاء والتأمّل والرّقص بأنواعه، في التحكّم بأعراضِ الاكتئاب.. فالرّقص مع الموسيقى يُساعدُ على تحسينِ الثّقة في النّفس، ويزيدُ من الشُّعور بالسّعادةِ والانتشاء، ويضبطُ المزاج.
- التّشافي ولو جزئياً من مرضِ الاكتئاب، فرصةٌ للإثراء النفسي والتطوّر المعرِفي، وإجراء تحسيناتٍ في نمطِ تغذيتك، ومراجعةِ عَلاقاتك الشّخصية، وإعادةِ اكتشاف مواهِبك وهواياتِك. ويُنصح خلال ذلك بعدمِ التوقّف عن تناول مُضاداتِ الاكتئاب بعد الشُّعور بالتحسّن، إلا بعد استشارةِ وإشرافِ الطبيبِ المُختص.
- ينبغي التأنّي في اتخاذِ القراراتِ المصيريةِ أو إجراءِ تغييرات جذريّة مُتسرّعة، خلال مرحلةٍ ما بعد السّيطرة على الاكتئاب، وملاحظةِ أعراض الهوَس التي قد تصيبُ بعض المَرضى ذوي الاستعدادَ الوراثي، وشرحِها للمُتعافين ومساعدتِهم على العودةِ التدريجيّة إلى نمطِ حياةٍ طبيعي.
- مرحلةُ الاكتفاء النفسي بالذّات وبعضِ الأصدقاءِ المُختارين بعناية، والانشغال بالقراءةِ والهوايات، مرحلةٌ مُتقدّمة بعد التّعافي من الاضطراباتِ النفسية، وتتميّز بالرّضا والطمأنينةِ والتأمّل، وقدرٍ من التجاهلِ والتّغافل.. وهذا لا يعني التخلّي عن المسؤولياتِ الوظيفيةِ والأدبية والأخلاقيةِ تجاه الغير.. دون ضررٍ ولا ضِرار.