للمتنبي بيت شعر كأنه يصف ما تقوم به قيادتنا الرشيدة لضيوف الرحمن:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
فمنذ عهد المؤسس الذي اعتاد سنويًا على قيادة موكب الحج والإشراف بنفسه على خدمة الحجيج على مدى 30 عامًا من حياته -غفر الله له- حيث كانت وما زالت خدمة الحجيج؛ ذات محط الاهتمام الأول للقيادة الرشيدة ليس لأنها واجب؛ بل لأنها شغف وعشق وشرف لا يدركه إلا العارفون به، فولاة أمرنا حرصوا كل الحرص بتذليل كل الصعوبات التي تواجه قاصدي بيت الله الحرام لاداء مناسك الحج.
فمنها سار ملوك الخير تبعاً من الملك سعود إلى الملك سلمان لتوفير كل التسهيلات التي تخدم الحجيج وراحتهم دون النظر في التكاليف المادية حيث خُدم أكثر من مائة مليون حاج.
لقد خلق الله الأسباب والأدوات التي اختارها لخدمة الدين الاسلامي وأركانه الخمسة ومنها فريضة الحج إذ قال تعالى (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).
فالقيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية هي امتداد لما قام به نبينا إبراهيم عليه السلام، فكانوا على ذلك الأذان للناس لكي يأتوا إلى الحج من كل فج، حيث وفروا كل السبل التي تجعل الحاج يقضي فريضته بكل سهولة وييسر من مطارات وموانئ ومسارات خاصة وقطارات تنقلهم بين المقدسات، فأصبحت الرحلة إلى الحج دون مشقة، بل حتى المريض والكبير بالسن يحج ويجدون الرعاية الخاصة والطبية لهم طوال فترة الحج.
في عهد الدولة السعودية -أدامها الله- لا ينتهي العمل أبداً في المشاعر المقدسة حيث تبدأ مجموعات العمل الخاصة بالتطوير للأفضل لادارة الحشود، والأزمات، والموارد، والمشاريع، وغيرها من المجالات وبرعاية وإشراف مباشرين من الملك وولي العهد -حفظهما الله- للموسم القادم للحج، حيث قال الأمير محمد بن سلمان في كلمته نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين في لقائه مع العلماء والمسؤولين «إن ما تقدمونه من جهود، وما تقومون به مع أجهزة الدولة الأخرى من أعمال متواصلة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والسهر على راحتهم، والحفاظ على أمنهم؛ هو محل فخرنا واعتزازنا، وسنواصل بذل الجهود وتسخير الإمكانيات، لتيسير أداء الحج كل عام إلى ما لا نهاية».
وها هو موسم الحج ينتهي بنجاح ولله الحمد ولن تقف الجهود على ذلك، فشكراً من القلب إليكم أيها الكرماء بعطائكم وجهودكم من الجندي إلى الوزير.. لقد شرفتم كل مواطن سعودي بشغف الخدمة لضيوف الرحمن.
** بوصلة:
أرض معالمها حديث وقرآن
ما هي سراب ولا ظما مهمهيه