لا أعرفه شخصياً، ولا يعرفني هو بالمثل، لكنّي أحبّه في الله، وهو المواطن صالح المصعبي الذي صوّره الكثير من زائري مقبرة البقيع في المدينة المنوّرة بكاميرات جوّالاتهم؛ وهو يُوعِّي النّاس بلغة عربية فُصْحى، وأدلِّة من القرآن الكريم والسُنّة النبوية المُطهّرة والسيرة النبوية الشريفة، وأسلوب ليّن مُفعم بالإقناع والحكمة والموعظة الحسنة، عن آداب زيارة القبور، وأهمّية نبْذ البِدَع والخُرافات والشِرك؛ وتقديس المخلوق دون الخالق، ممّا لو تفشّت بين قوم لقادتهم إلى الهلاك في الدنيا والآخرة!.
وباختصار، هو رجل أنعم الله عليه بالتوحيد، ويعمل بجوار مسجد وقبر نبيّ التوحيد صلّى الله عليه وسلّم، في بلاد التوحيد: المملكة العربية السعودية.
ومقبرة البقيع هي مطمع الكثير من المنحرفين عن مبدأ التوحيد، وطمعهم هذا لا يقِلّ مع الزمن، بل يزداد، بسبب وجود قبور بعض أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيها، وهم يريدون إعادة بناء القباب الذهبية التي كانت عليها قبل الحكم السعودي الذي أزالها بحمْد الله، والاتّجار بعواطف البشر والتكسّب المالي منها، كما يحصل في بعض الدول العربية والإسلامية للأسف الشديد، مع عدائهم الشديد لصحابة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والتخطيط الشنيع لقبورهم!.
وكانوا من قبل يُعلنون عن ذلك سرّاً وليس جهراً، ويُلْبِسُون الحقّ بالباطل، ويُحرّفون الأحاديث والروايات، بل والقرآن الكريم، لتحقيق مآربهم باستحياء، وأمّا الآن ومع التحولات السياسية الداعمة لنفوذ هؤلاء المنحرفين ومع انتشار القنوات الفضائية ووسائل التواصل الإلكتروني، فقد أصبحت إعلاناتهم جهراً وليس سرّاً، وأمسى لديهم هاشتاق اسمه (#البقيع_مطلبنا) والاسم الأصحّ هو أن يكون (#الشِرك_والهلاك_مطلبهم)، ومن هنا تبرز أهمية الدور التوعوي الذي يقوم به رجال مثل صالح المصعبي وغيره كثير من الأفراد والجهات الحكومية المعنية، ولا أقلّل من شأن أحد، فبلادنا عُزّت بالحرمين الشريفين، وبالتوحيد الذي لا نجاة في الدنيا والآخرة إلّا به، شاء من شاء، وأبى من أبى، فشكراً لصالح المصعبي وكلّ رافع لراية العزّ والتوحيد، وليرفع رأسه كلّ مُوحِّد، ويفتخر بطريق النجاة الأوحد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
