* لم تعد "السياحة" كمفهوم؛ قولًا مرسلًا تلوكه الألسنة في المجالس العامّة؛ بل غدت "صناعة" بكلّ ما تحمله الكلمة من معنىً ودلالة؛ فلها أسسها، ومقوّماتها، وثقافتها، واشتغالاتها؛ فضلًا عن برامجها التعليميّة.
* وإذا قلنا "برامجها"، فنحن نعني ما نقول، فلم يعد من الجائز أن تكون السياحة، مفردة من المفردات التي تمرّ على وعي المتلقي دون أن يستحضر أنّ لكل "برنامج" تعليمي ما ينهض به، ويقوم عليه، ودون أن يعي المواطن ما يحفل به وطننا العظيم من مقوّمات جوهرية، ومرتكزات غنية ينعم بها، بحيث تقوم مقام الفرض الواجب، وليس مقام النافلة التي يقوم الفرض -في هذا السياق- عوضًا عنها.
* ضرب جديد من المنجزات المتلاحقة التي يعيشها وطننا، يضاف إلى غيره من الضّروب الاستثمارية، وهذا الضّرب ="السياحة" لا يمكن تجاوزه دون أن يكون جزءًا حيويًّا من جملة تلك الضّروب القائمة على نمط من الاستثمارات الواعدة التي تطمح -بكلّ جدارة- إلى تحقيقها رؤية 2030.
* قبل فترة، شرفت بصحبة معالي رئيس جامعة الباحة الأستاذ الدكتور عبدالله بن يحيى الحسين لحضور حفل تدشين مبادرة "التعليم السياحي" (الرياض= الأربعاء 22/مارس/ 2023)، نظير ما تضمّنته من إطلاق نخبة من البرامج التعليمية السياحية؛ وذلك بهدف الاستفادة من هذه المبادرة النوعية فيما يخدم برامج الجامعة التعليمية، خاصّة في المجال السياحي.
* وهذه المبادرة التي أطلقتها وزارة السياحة -مشكورة-، تأتي في سياق مبادراتها "الرامية لتطوير قطاع السياحة الوطنية؛ لتكون رافدًا اقتصاديًّا يسهم بفاعلية في دعم التنمية الشاملة، وسعيًا منها إلى تنمية القدرات البشرية السياحية بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل في القطاع السياحي".
* فمع تنوّع برامج جامعة الباحة التعليمية، واتّساقها مع متطلبات السوق المحلية، كان للسياحة، ومعها برنامج "الإرشاد السياحي" حضورهما في سياق البرامج النوعية التي أطلقتها الجامعة مؤخرًا، بدعم كبير، وتوجيه لافت من معالي رئيس الجامعة، الأمر الذي شكّل قصب السّبق -نوعًا ما- في هذا المجال، إذا ما قُورنت ببعض الجامعات المحلية.
* كان برنامج "الإرشاد السياحي"، مع قرينه "تقنية الهندسة الزراعية" مفتاحين لما بعدهما من برامج نوعية ستطلقها الجامعة قريبًا، بالتماهي مع البعد الجغرافي الخاصّ بمنطقة الباحة على وجه التحديد؛ إنّهما يؤديان إلى نتيجة واحدة لتصبّ في صالح الإنسان والأرض، وتشتغل على أكنافهما، وتدور في رحاهما.
* وهذا، بدوره ما يحدونا إلى القول: إنّ اهتمام قيادة الجامعة بالسياحة، والزراعة الآن؛ مدعاة إلى الاستفادة من كوادر الجامعة العلمية، وبرامجها التعليمية، ومخرجاتها النوعية في كل ما يخدم منطقة الباحة، ويخدم طلابها وطالباتها؛ فضلًا عن خدمة الوطن؛ باهتمام، ومتابعة من أمير منطقة الباحة، صاحب السّمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
* أخيرًا، في وطننا الكبير "سياحة"؛ نؤمن بها، ونؤمن ببوادرها، كما نؤمن ببواعثها، وغاياتها، ونتائجها.