* في العديد من الدول المتقدمة برزت التشريعات الاجتماعية التي تنادي بـ(إجازة للأبوة)، وذلك بمبررات منها: (ترسيخ مكانة المرأة في سوق العمل، وكذلك إشراك الآباء في العملية التربوية)، فيما منظمة العمل الدولية تطالب بإقرارها في مختلف دول العالم، وبمدة تصل لـ(6 أشهر)، هذا ما نشرته قبل أيام (Independent Arabia)، وفي هذا الإطار وقبل سنوات أعلنت مجموعة شركات فيْرجن الدولية، ومقرها في لندن عن (إجازة أبوة) لموظفيها الرجال قد تصل لـ(12 شهراً)!!.
*****
* وهنا فيما اطلعت عليه من دعوات للمطالبة بـ(إجازة الأبوة) والأخبار المتعلقة بها؛ استوقفني جداً ذلك المسوغ الذي أتى به مؤسس ورئيس مجموعة شركات فيْرجن الدولية السيْر ريتشارد برانسون، وهو يتلو قرار اعتماد تلك الإجازة على موظفيه؛ حيث أكد: (إذا اعْتنيْت بموظفيْك، فإنهم سوف يعْتنون بأعمالك)!.
*****
* فبغض النظر عن نوعية الإجازة؛ فإن ذلك المبرر الذي ساقه؛ أراه إنسانياً ومؤسسياً بامتياز؛ فقد اهتم ببيئة العمل بمفهومها الشامل الذي من أبرز عناوينه: (إعطاء الموظفين حقوقهم، والعناية بهم وتطوير السياسات والأنظمة والقوانين، والعلاقات التي تحكمهم، وكذا صناعة ثقافة ومناخ مناسبين تحفزهم على العطاء والإبداع).
*****
* واليوم و(بلادنا الغالية) تشهد -ولله الحمد- تطويراً كبيراً ونوعياً في المجالات كافة، ومنها ما يخص الأنظمة، هذه دعوة لـ(أنْسنة بيئة العمل عندنا)؛ لاسيما في القطاع الخاص الذي أصبح يستقطب شباب الوطن بدعم من برامج السعْودة المختلفة؛ فالموظفون السعوديون في هذا القطاع المهم يعانون من (قلة الرواتب والحوافز، وطول ساعات الدوام، وعدم وجود الأمان الوظيفي، فالشاب الذي يعمل في مؤسسة خاصة؛ يظل تحت رحمة وتهديد مزاج صاحبها أو من يديرها، وهو غالباً من الأعزاء الوافدين)!.
*****
* أخيرا وبالعودة لـ(قضية إجازة الأبوة) من حق الرجال في مجتمعنا أن يطالبوا أسْوة بأوروبا والدول المتقدمة بـ(إجازة أبوة مطولة)، ولكن ما أخْشاه أن تقابل مطالباتهم بالرفض التام والحازم من (النساء)، تحت ذريعة تلك الحجج القديمة والمكررة التي يرددْنها دائما بلغة التعْميم، بأن (معاشر الرجال) سيقضونها في السفريات أو النوم والتبطح في الاستراحات؛ وهذا يبدو لي سيأتي ضمن محطات اضطهاد الرجال، والافتراء عليهم، والله المستعان.