على مستوى العالم، نالت ١٢ دولة مرتبة القرف وليس الشرف، إثر رفضها إدانة حرْق وتدنيس نُسخ المُصحف الشريف!.
وهذه الدول هي: بلجيكا وكوستاريكا، والتشيك وفنلندا، وفرنسا وألمانيا، وليتوانيا ولوكسمبورغ، والجبل الأسود ورومانيا وبريطانيا، مع عمّتهم الكُبْرى أمريكا!.
وجاء الرفض خلال جلسة خاصّة عُقِدَت بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي، خلال الاجتماع الدوري لمجلس حقوق الإنسان الأممي، على خلفية واقعة حرق نسخة من المُصحف الشريف في عيد الأضحى المنصرم في دولة السويد.
وهذا يعني عملياً، أنّ بإمكان مَن يشاء الآن في هذه الدول؛ الخروج من بيته إلى الشارع لحرْق المُصحف الشريف، بحُجّة حرّية الرأي دون عقاب أو مراعاة لشعور أكثر من ملياري مسلم، بل وربّما تحمي الدول؛ الحارق والمُدنِّس من المسلمين الغاضبين والغيورين على كتاب ربّهم، وأتوقّع حصول الجديد من عمليات الحرْق والتدنيس ممّا يُعتبر في نظري "الإرهاب الأعظم في التاريخ"!.
ولم تعد حكومات هذه الدول تُمارس التقيّة السياسية، والمجاملات والأعراف الدبلوماسية بين الدول، وهو تحدٍّ صارخ للمسلمين، وإحياء لصراع الحضارات التي ما فتئت هذه الدول على إنكاره ظاهرياً، بينما تكفّل الزمن بإظهاره، وما تُخفي صدور هذه الدول أعظم وأشنع!.
وهناك ٧ دول امتنعت عن التصويت على الإدانة، يا حرام كأنّها حيادية وغير مُنحازة، وهي: باراغواي ونيبال، والمكسيك وهندوراس، وجورجيا وتشيلي وبنين، وهذا هو النفاق الأعظم، وهو أسوأ من إرهاب الـ ١٢ دولة أو مثله بالتمام!.
ولا أعلم إن كان عدد الدول الرافضة والممتنعة، وهو ١٩، قد جاء بالصدفة البحتة، لكنّي أعلم أنّ الله قد خَوَّف الكُفّار في زمن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ممّن اكتفوا بإنكار إنزاله للقرآن الكريم، ولم يحرقوا ويُدنّسوا الصحف التي كُتِبَ فيها.. خَوَّفَهُم بنارٍ عليها ١٩ من الملائكة الأشدّاء، فما بال الذين يُشجّعون - ولو بشكل غير مباشر - حرْق وتدنيس المُصحف الشريف؟! ما زالت النار مُستعرة، وما زال الملائكة الـ ١٩ متأهّبين، وما زال الله عليماً، سريع الحساب، وشديد العقاب.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
