ما زالت المملكة هي الهدف الرئيس لعصابات تهريب المخدّرات، وما الخبر المنشور مؤخّراً عن تمكّن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك مع المديرية العامّة لمكافحة المخدّرات في منفذ الحديثة البرّي الذي يربطنا بالأردن ودول الشام الأخرى، من إحباط محاولة تهريب أكثر من ١٣٠ ألف حبة كبتاجون مُخبّأة داخل عُلب تحتوي على جُبْن مُغطّى بالزعتر في إحدى المركبات القادمة إلى المملكة.. إلّا تأكيد جديد لذلك.
يعني بالعربي، فإنّ العصابات اللعينة والملعونة تريد لشبابنا أن يأكلوا مناقيش جُبْن وزعتر بالكبتاجون، ألا شُلَّت أيديها ولا مكّنها الله من ذلك!.
والعصابات جرّبت تهريب المخدّرات تقريباً داخل كلّ البضائع المُستوردة التي تأتينا من الشمال، ما يؤكل منها وما لا يؤكل، ولا أعلم من أيّ دولة على وجه التحديد، لكنّي أستغرب سهولة مرورها في دولة أو اثنتين أو ثلاث دون انكشاف ثمّ تنكشف لدينا، وقد لا تنكشف لدينا من كثرة تهريبها فيمسّنا الضرر!.
وأنا هنا لا أتّهم دولة واحدة بذاتها قد خانت المواثيق والاتفاقيات الدولية القاضية بالتعاون لمكافحة نشاط العصابات، فضلاً عن العلاقات الأخوية، أو تعيش على أراضيها تلكم العصابات المُتستّرة بشتّى أنواع الأقنعة النظامية هناك، بل أتّهم من يريدون الإضرار بنا من داخل أيّ دولة، كائناً من كانوا، باستغلال تبادل البضائع التجارية التي يُفيد تصديرُها بلادهم أكثر من بلادنا، وهم حاقدون علينا حِقْد الجمل على من يُعذّبه، ويريدون بنا الشرّ، ولو استطاعوا لجيّشوا الجيوش ضدّنا، كما جيّشوا المخدّرات، ألا شاهت وجوههم وخسئت!.
ولهذا، وطالما استغلّوا البضائع التجارية فلا مرحباً بالتجارة مع دولتهم أو دولهم التي هي المسؤولة عن سلامة البضائع الصادرة منها مباشرةً أو المارّة عبر أراضيها إلينا، وإيقاف الاستيراد من مصدر المخدّرات هو أكبر عقاب لكلّ من يسمح بالإضرار بنا، والبضائع المُستوردة يمكن تعويضها محلياً أو من دول أخرى شريفة تسعى للتبادل التجاري النزيه، وأنا أول من سيستبدل مسروراً أيّ بضاعة من أيّ دولة بأخرى إذا كان الهدف هو حماية الوطن وشبابه ومكتسباته.