* اعتدال الجو وهطول الأمطار صيفًا مقومات (ربانية) يمنحها سبحانه لمكان دون آخر، ومن تلك المواهب تتبوأ في قلوب الهاربين من (قيض) الصيف مكانة المقصد الدائم، والمصيف (المفضل)، يعيشون فيه أيامًا يُفرغون فيها ما شُحنت به نفوسهم من لفح لهيب الخارج، وإزعاج مكيفات الداخل.
* وهو ما يُفسر ما تعيشه (المصايف) من زحام القادمين إليها مع كل إجازة صيف، ذلك الزحام الذي يضع في حسبانه أنه جاء لينعم بمقومات طبيعية، من جو معتدل، وطبيعة خلابة، ومتنفس (نقي)، ووقت من ألق الصباح، وحجب شمس الظهيرة، وركامية غيوم المساء، وحالة من النشوة مبعثها سكون الليل، بعيد عن صخب المدينة، وضجيجها.
* دون أن يعني ذلك عدم الحاجة إلى مقومات من (صنع) الإنسان، هي من الضرورة بمكان، وفي مضمار تلك المقومات يدور السباق، وتتحقق الأفضلية لمصيف دون آخر، مع الأخذ في الاعتبار جانب الخبرة فيما ينشده (المصطاف)، والعمل على أن يكون هو ذاته من يقوم بـ(الدعاية)، من خلال انطباع الرضا، وسرور مغادرة لسان حالها: لا نقول وداعًا، ولكن إلى لقاء قريب.
* وفي هذا أجد أن (الطائف) المدينة التي ولدت (مصيفًا)، تتألق بكل مقومات الجمال أرضًا وسماءً، فمسحة الجمال التي تمثل للطائف (علامة مسجلة) ليست وليدة عام أو ضربة من سحابة صيف، بل هي امتداد لتاريخ مصيف لم يكن في الساحة سواه، فهو بحق (عميد) المصايف.
* وما يحسب للطائف (المصيف)، وللقائمين عليه أنه كان وما زال، وسيظل -بإذن الله- وفياً لذلك التاريخ حاذق -حد (أسرار) المهنة- بصناعة وجهة سياحية (لا تشيخ)، يُحدث عن ذلك ما وصلت إليه الطائف اليوم من جمال متناغم بين أرض، وسماء.
* أحدثكم عن الطائف المدينة بكل مكونات الجمال فيها، ذلك الجمال الذي يستشعره كل زائر لها، حيث لا يطلب منك (التكلف) لترتقي إليه حتى تعيشه، فهو جمال (متاح) للجميع، فقط خذ موقفًا جانبيًا، وأجلس حيثما انتهى بك البساط الأخضر، فأنت في الطائف (المصيف) الذي رجعنا منه قبل أن نذهب إليه، وأنا أعود بالذاكرة إلى حيث أن كنا نردد صغارًا: (جينا من الطائف، والطائف رخا، والساقية تسقي يا سما سما) نرددها قبل أن نعرف الطائف، وماهو المصيف، فكيف بنا بعد أن عرفناها؟ وعلمي وسلامتكم.