قبل أيام أطل علينا عام هجري جديد يعيد للذاكرة هجرة رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة أم القرى إلى يثرِب المدينة المنورة يصاحبه أبوبكر الصديق سيراً على القدمين، وفي طريق غير مألوف السير فيه تفاديًا لعتاة قريش ومن أرسلوهم من خبراء تتبع الخطوات للقبض عليهما وإعادتهما إلى أم القرى ليلقيا الحساب العسير، ويقتربان من يثرِب ويهرع أهاليها إلى منفذ ثنايا الوداع للترحيب بقدوم سيد البشر نبينا الكريم وصاحبه الصديق.
وتتوالى قوافل المهاجرين ويتقاسم الأنصار من أهالي المدينةً والمهاجرين من أم القرى -وقد تخلوا عن ممتلكاتهم وادخاراتهم- لقمة العيش وسبل الحياة وتكون بداية إقامة مجتمع التكافل الاجتماعي وإقامة دولة الإسلام التي انبعث نورها فأضاء -وفي سنوات قليلة- مشارق الأرض ومغاربها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا تزال راية التوحيد ترفرف في الأعالي داعية العالم إلى اتباع نهج مكارم الأخلاق وإحلال المحبة والسلام بين جميع من يشترك معهم العيش فوق كوكب الأرض.
اللهم اجعله عام خير وبركة، وكل عام وأنتم بخير.