* كان شهر مارس 2022 حدًّا مفصليًّا في إستراتيجيَّة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وهذا الحدُّ أدَّى إلى فتح آفاقٍ مبتكرة عنوانها= التميز والمنافسة ما بين شباب وشابَّات الوطن، وتشجيعهم على متابعة شغفهم العلمي والمعرفي والابتكاري.
* إنّ إستراتيجيّة الابتعاث، لم تكن بمعزل عن الرؤية الطموحة 2030، بإطلاق مشروعات علميّة، ومعرفيّة، ومهنيّة تخدم -في المقام الأوّل- حزمة من القطاعات الحيويّة والتنمويّة؛ كـ"السّياحة"، و"التّكنولوجيا"، و"الذّكاء الصّناعي"، و"التّرفيه"، و"الضّيافة"، و"الصّناعة"، و"الفنون".
* ولا شكّ أنّ تلك المجالات -بتعدّدها، وتنوّع مساراتها- تهدف إلى تحقيق مستويين من التحوّل: الأوَّل منهما يرتبط بالجانب الاقتصادي والاجتماعي في وطننا واستدامته، في حين يقوم الثاني على تطوير الكفاءات الوطنيّة التي تقود عمليّة التحوّل وتسهم في تحقيقه.
* ومن حصافة البرنامج، أنّه يتمتّع بمرونة أكثر وحيوية أكبر؛ نظرًا لما ينعكس على المستفيد من خيارات تعليميّة مفتوحة في جامعات عالميّة مرموقة، بالتّماهي وأولويات رؤية 2030، وذلك كلٍّ من فرنسا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وروسيا، وإيطاليا، وألمانيا، وسنغافورة، وماليزيا، والهند، والمملكة المتحدة، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية.
* إنّ شموليّة تلك المجالات الواعدة -فضلًا عن خياراتها، وتنوّعها- مدعاة إلى تعزيز التنافسيّة في القطاعات القائمة والواعدة؛ لرفع كفاءة كلّ ما يتعلّق برأس المال البشري، ويدعم -بالتالي- طموحات الشّبيبة في وطننا.
* سبعون ألف طالب وطالبة، تعمل عليها إستراتيجيّة الابتعاث حتى حلول عام 2030، وذلك ضمن أربعة مسارات جديدة ومبتكرة؛ لتلبية الاحتياجات الحاليّة والمستقبليّة.
* فهناك مسار "الرّواد"، وهو مسار -كما يلاحظ- يسعى إلى تخريج رواد عالمييّن يجمعون ما بين التّميز والمنافسة، باشتماله على أفضل 30 مؤسسة تعليميّة في العالم؛ بناءً على تخصصات تلبي حاجات التّنمية المستدامة.
* في حين يأتي مسار "إمداد"، وهو مسار حيوي يهدف إلى مدّ سوق العمل بالاحتياجات المطلوبة في تخصصات نوعيّة قائمة على التّحديث والاحتياج، وبهذا فإنّ المسار يتضمّن الابتعاث إلى أفضل 200 جامعة في العالم.
* يقابل ذلك المسار، مسار "البحث والتّطوير"، بهدف تأهيل طلاب الدراسات العليا وتمكينهم من الالتحاق بأفضل المعاهد والجامعات على مستوى العالم، وذلك في إطار تخصصات محدّدة تنهض بمنظومة البحث والابتكار.
* ثمّ يأتي مسار "واعد"، وهو المسار الذي يرنو إلى تقديم الفرصة الأكبر للطّامحين للارتقاء بالقطاعات الواعدة في المملكة، بما يخدم القطاعات الخاصّة عبر التّدريب في أفضل البرامج والأكاديميّات العالميّة.
* إنَّ هذه المسارات -مجتمعة- تعيد هيكلة برنامج الابتعاث، بتحويله من الكميّة إلى النوعيّة والانتقائيّة بتبني كفاءات وطنيّة في مجالات متنوّعة، تسهم بدورها في عجلة التنميّة الوطنيّة، الأمر الذي سينعكس على ما تطمح إلى تحقيقه رؤية 2030.
** أخيرًا؛ فكلّما اتّسعت دوائر الشّغف لبناء الإنسان، اتسعت -في المقابل- رقعة التنمية المكانيّة، فسُلّم الارتقاء والتقدم والمنافسة العالميّة لن يكون لها حضورها ووجودها، دون آصرة قويّة تقوم على خصيصتين معًا= "قيادة طموحة"، و"شباب شغوف"؛ وهاتان الخصيصتان- بحمد الله- قائمتان وفاعلتان في هذا الوطن العظيم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.