لن تخسر !!

ما الذي تفعله لو عرفت بأنك لن تخسر دائما؟!.

معظم الناس في العادة على استعداد للحديث عن أحلامهم، ولكنهم ليسوا مستعدين جيداً للإجابة عن سؤال عن مواطن ضعفهم، ولا يحب معظمهم ان يتحدثوا عن أخطائهم وفشلهم وخسارتهم، ولا يريدون مواجهة خسائرهم، ويشعرون بالإحراج منها، ولا يجدون تفسير إلا من خلال بعض الكلمات المبتذلة، مثل أحياناً نكسب وأحياناً نخسر!!.

الأشخاص الناجحون يتعرضون للخسارة أيضاً، ولكنهم يتعاملون معها بطريقة مختلفة، فإنهم لا يتجاهلون الفشل كأنه غير موجود، وإنهم لا يهربون من خسائرهم، ولا يكون أسلوبهم «أحياناً نكسب وأحياناً نخسر»، بل يفكرون بطريقة «أحياناً نكسب وأحياناً نتعلم»، يعون جيداًً أن أعظم دروس الحياة تكتسب من الخسائر، إذا تعملنا معها بطريقة صحيحة.

لقد حققنا العديد من النجاحات في حياتنا، ولكننا أيضاً كان لنا نصيب كبير من الخسائر والفشل، وبعض هذه الخسائر كانت بدون أخطاء من جانبنا، إلا أن الكثير منها كان من صنع أيدينا، من خلال اختيارات سيئة، وأخطاء حمقاء، أو حتى من خلال إهمال غير مقصود، والخوف من ارتكاب الأخطاء لن يجعلنا مثاليين، ولن تنتهي الأخطاء مهما كنا حذرين، ولا تصدق بأننا لن نرتكب أخطاء جديدة مستقبلاً، فالخطأ هو إعلان على ما نحن عليه الآن، وعندما نكتشف أخطاؤنا ندرك بأننا نضجنا!!.

كن حذراً، درس يستفاد منه في تجارب الحياة المختلفة، الأخطاء مقبولة ما دام الضرر غير كبير، ومن السهل مسامحة أخطاء الآخرين، ويتطلب الأمر مثابرة ونباهة وجهد أكبر لمسامحتهم أنهم شهدوا أخطائك، وأنا شخصياً أعترف بأنني حققت نجاحات كثيرة، وأعترف بأنني وقعت في أخطاء كثيرة، معظمها بسبب قراراتي، إما المتسرعة منها، وإما المتأخرة عنها، وإما قرارات كانت عبارة عن ردة فعل غير محسوبة وبعيدة عن التفكير المنطقي، تتسم بالعناد، تحمل داخلها الندم، وأحياناً الحسرات، ولكنني قررت أن يكون لكل ما أمرُّ به في حياتي درساً، إما أن أكسب به، وإما أن أتعلم به للمرحلة القادمة.

أنا أتفق مع مقولة المؤلف ليس بروان: «الأوقات الطيبة نضعها في جيوبنا، أما الأوقات السيئة نضعها في قلوبنا»، لأن التجارب السلبية تؤثر علينا بشكل أعمق من التجارب الإيجابية، ومع الأسف نعلق عاطفيا بها، وتؤثر علينا بشكلٍ مستمر ومؤلم ما لم نتجاوزها عاجلا، ونتعمد التعامل معها، لتبقى فقط من الذكريات، وعادةً إن الخسارة الأولى لا تكون هي الخسارة الكبرى، ونحن من نزيد الأمر سوءاً بطريقة تعاملنا مع الخسارة، والأكثر ألماً أننا نقارن أنفسنا بالآخرين، وبموقفهم، بينما يمكننا أن نكون أفضل منهم في تعاملنا مع خسائرنا، إن أكثر الأشخاص الذين تتحدث إليهم أهمية على الإطلاق هو نفسك، لذلك احرص على ما تقوله.

(أحيانًا نكسب وأحيانًا نتعلم).