× أطلقت وزارة الموارد البشرية، والتنمية الاجتماعية، حملة (كبيرنا عزيز)، وهي حملة تأتي ضمن سياق ما توليه الوزارة من اهتمام بجميع شرائح المجتمع، فيما يتعلق بما يجب تجاههم، وما هي حقوقهم، وما هو الدور المناط بها في جانب العناية بهم، من خلال ما تم سنه من قوانين، وأنظمة، ترعى ذلك، وتُجلي بكل وضوح ما تُعنى به من توفير (الحماية) لهم؛ تجاه كل من تُسوِّل له نفسه الإضرار بهم، أو التعدي على ما كفله النظام لهم من حقوق، وواجبات.
× وهي حقوق عندما نتحدث عنها في هذا الوطن العزيز، فإنها تتخذ مما أقره ديننا الحنيف تجاه كل فئة، ومنهم كبار السن، منطلقاً فيما تتبناه، وما تحرص على تطبيقه على أرض الواقع، وأحسب أننا، بفضل من الله، كمنطلق (مجتمعي)، نأخذ، بكل ما تهدف إليه حملة (كبيرنا عزيز)، نقلات واسعة إلى الأمام، وبما يؤكد على نجاح هذه الحملة، التي تهدف إلى (التذكير) بما لكبار السن من حقوق في وطن يُعد بفضل الله من أقل الدول في جانب الإخلال بحقوق كبار السن.
× إلا أن الطموح، والتطلعات تمضي نحو المزيد من توفير البيئة (المتكاملة) في جانب العناية بكبار السن، الذين هم في مرحلة أحوج ما يكونون فيها إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، ولعل فيما صدر من نظام حقوق كبار السن، الصادر بالمرسوم الملكي عام 1443 الذي تضمن 23 مادة، أبلغ تأكيد على ما توليه القيادة -أيدها الله- من عناية بكبار السن، وما تضطلع به وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والجهات ذات العلاقة من دور تجاه تجسيد تلك المواد كواقع يعيشه كبار السن، وهم كتعريف؛ كل مواطن بلغ (ستين) سنة فأكثر.
× وإن مما يدعم نجاح تلك الجهود، هو تيسير الوصول إلى كبار السن بامتداد الوطن، من خلال منظومة متكاملة من المعلومات الاستقصائية، التي تهدف إلى أن (تسبق) الخدمة إلى كبير السن قبل أن يبحث عنها، لا سيما أن منهم من لا يعلم بما له من حقوق كفلها له النظام، وليس لديه المعرفة بما يمكن له الحصول عليه من خدمات كدور مناط بالوزارة، وغيرها من الجهات المعنية بخدمتهم، والعناية بهم.
× ثم إن في التوجيه (الإلزامي) بأولوية خدمة كبير السن، والتشديد على ذلك في جميع المرافق دون الحاجة إلى الوقوف والانتظار، ما يرفع عنهم ضرر ذلك، لا سيما في تلك المرافق التي تتعامل مع المراجع كرقم، دون أن تلقي بالاً لكونه كبير السن أو لا، وإن وجد في كل مرفق قسماً يُعنى بخدمتهم؛ فذلك مما يأخذ بالطموح خطوات واسعة نحو مقاربة الكمال.
× في جانب بالغ الأهمية، وكما سن النظام عقوبات على العائل حال إخلاله بما يفرضه النظام من حقوق، وواجبات، لكبير السن، فإن من الأهمية بمكان أن تتسع دائرة تلك العقوبات؛ لتشمل كل من تسوِّل له نفسه الاعتداء بأي شكل من أشكال الاعتداء على كبير السن، وبما يجعل المساس بهم (خطاً أحمراً) تُغلظ فيه العقوبة، ويشدد فيه على المعتدي العقاب.
× وإن من الأهمية بمكان الوقوف بحزم تجاه كل من (يستغل) قنوات التواصل بما يسيء لكبار السن، سواء كان ذلك من خلال ما يُسجل معهم من مواقف، أو ما يمثل اعتداءً صريحاً على حقوقهم، وما يفرضه واجب احترامهم وتوقيرهم، وبما يسهم بفاعلية في أن يخرج الجميع من باب واحد عنوانه كـ (واقع معاش)، وبالخط العريض (كبيرنا عزيز)، وعلمي وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
